للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شق عليه. والله تعالى أعلم أي ذلك كان.

وله ديوان شعر من جملته قوله:

قد كنت عدتي التي أسطو فيها ... ويدي إذا اشتد الزمان وساعدي

فرميت منك بضد ما أملته ... والمرء يشرب بالزلال البارد

وله:

أساء فزادته الإساءة حظوة ... حبيب على ما كان منه حبيب

يعددني الواشون منه ذنوبه ... ومن أين للوجه المليح ذنوب

وله:

ونحن أناس لا توسط بيننا ... لنا الصدر دون العالمين أو القبر

تهون علينا في المعالي نفوسنا ... ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر

وله:

كانت مودة سلمان له نسباً ... ولم يكن بين نوح وابنه رحم

[ثمان وخمسين وثلاث مائة]

فيها كان خروج الروم من الثغور، فأغاروا وقتلوا وسبوا، ووصلوا إلى حمص، وعظم المصائب، وجاءت المغاربة مع القائد جوهر المغربي، وأخذوا ديار مصر، وأقام الدعوة لبني عبيد الرافضة، مع أن الدعوة بالعراق في هذه المدة رافضية، وشعارهم قائم يوم عاشوراء ويوم الغدير، وستأتي قصة القائد جوهر المذكور، إن شاء الله تعالى.

وفيها توفي ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجا، عبد الله بن حمدان التغلبي، صاحب الموصل. وكان أخوه سيف الدولة يتأدب معه لسنة ومنزلته عند الخلفاء، وكان هو كثير المحبة لسيف الدولة، فلما توفي حزن عليه ناصر الدولة، وتغيرت أحواله، وضعف عقله، فبادره ولده أبو ثعلب الغضنفر، عمدة الدولة، فحبسه في حصن السلامة، ومنعه من التصرف، وقام بالمملكة، ولم يزل ناصر الدولة معتقلاً إلى أن مات.

وفيها توفي أبو القاسم زيد بن علي العجل العجلاني الكوفي، شيخ الإقراء ببغداد.

وفيها توفي محدث دمشق محمد بن إبراهيم القرشي الدمشقي، وكان ثقة مأموناً جواداً مفضلاً، أخرج له الحافظ ابن منده ثلاثين جزءاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>