للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيئان معدومان في الأرض: درهم ... حلال وخل في الحقيقة ناصح

وله:

وبراني الهوى بري المدى وأذا بني ... صدودك حتى صرت أنحل من أمس

ولست أرى حتى أراك وإنما ... يبين هباء الذر في ألق الشمس

[سنة احدى وستين واربع مائة]

فيها توفي الفوراني بالنون قبل ياء النسبة عبد الرحمن بن محمد بن فوران المروزي، شيخ الشافعية وتلميذ القفال صاحب التصانيف الكثيرة في الأصول والمذهب والخلاف والجدل والملل والخل. انتهت إليه رئاسة الطائفة الشافعية، وطبق الأرض بالتلامذة، وله في المذهب الوجوه الجيدة، وصنف فيه كتاب الإبانة وهو كتاب مفيد، وحكى بعض فضلاء المذهب أن إمام الحرمين كان يحضر حلقته وهو شاب ولا يصغي إلى قوله، فبقي في نفسه منه شيء، فمتى قال في النهاية، وقال بعض المصنفين كذا وغلط في كذا، فمراده الفوراني، هكذا قيل والله أعلم وهو بضم الفاء وسكون الواو وبالراء قبل الألف وبعدها نون ثم ياء النسبة وعنه أخذ أبو الحسن المتولي صاحب اليتيمة. وفيها توفي عبد الرحمن بن أحمد البخاري الحافظ. وأبو الحسين محمد بن مكي الأزدي المصري، وأبو الحسين نصر بن عبد العزيز الفارسي الشيرازي.

[سنة اثنتين وستين وأربع مائة]

فيها: أقبلت جيوش الروم، فنزلوا على منبج فاستباحوها، وأسرعوا الكرة لفرط القحط حتى بيع فيهم رطل الخبز بدينار. وفيها أقيمت الخطبة العباسية في الحجاز، وقطعت خطبة المصريين لاشتغالهم بما هم فيه من القحط والوباء الذي لم يسمع في الدهور بمتله، وكاد الخراب يستولي على وادي مصر، حتى نقل صاحب مرآة الزمان أن امرأة خرجت وبيدها مد جوهر فقالت: من يأخذه بمدبر؟ فلم يلتفت إليها أحد، فألقته في الطريق، وقالت: هذا ما نفعني وقت الحاجة فلا أريده، فلم يلتفت إليه أحد. هكذا ذكروا لله تعالى أعلم بصحته ولما جاءت الشارة بإقامة الدعوة للعباسيين بمكة أرسل السلطان ألب أرسلان إلى صاحبها محمد بن أبي هاشم ثلاثين

<<  <  ج: ص:  >  >>