للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: أوقع بعض العلماء يعني: بعض العلماء المتكلمين المؤولين، وقوله توهموا فيه التجسيم: لأن الجري على اعتقاد الظواهر ومنع التأويل فيها يدل على ذلك، والكلام فيه يطول، وقد أوضحت ذلك في الأصول. وقوله: لو قصر من شأنه لكان أولى به: أي لو ترك المبالغة في التظاهر بذلك، والاستشهاد به، لكان أولى. وأما قوله: وهو بريء منه، فشهادة على أمر باطن، والله أعلم بحقيقته نهاية ما، ثم إنه ما يصرح بالتجسيم بلسانه، لكن يقول بالجهة، وأسلم ما في ذلك أنه يلزم منه القول بالتجسيم. وفي لزوم المذهب خلاف مشهور عند العلماء، هل هو مذهب أم لا؟ هذا إذا اقتصر على اعتقاد الجهة، فأما إذا اعتقد الحركة والنزول والجارحة فصريح في التجسيم. لا دوران حوله - نسأل الله الكريم الاستقامة على الدين القويم، بجاه نبيه عليه أفضل الصلوات والتسليم. وللمحدثين في اقتداء الإمامين الكبيرين الشهيرين الورعين الفقهين المحدثين جامعي المحاسن والمفاخر: الشيخ السيد الفاضل محيي الدين النواوي والحافظ أبو القاسم ابن عساكر - كفاية، والله ولي الهداية.

[سنة احدى وسبعين واربع مائة]

فيها دخل الشام تاج الدولة أخو السلطان ملك شاه من جهة أخيه، وأخذ حلب ودمشق، وكان عسكره التركمان. وكان أقسيس الخوارزمي قد جاءت المصريون لحرب، فاستنجد بتتش بالمثناة من فوق مكررة ثم الشين المعجمة عندما أخذ حلب، فسار إليه، وفر المصريون، فخرج أقسيس إلى خدمة تتش، فأظهر الغضب لكونه ما تلقاه إلى بعيد، وقتله في الحال، وأحسن سيرته في الشاميين. وفيها توفي أبو علي بن البناء الفقيه الزاهد الحسن بن أحمد البغدادي الحنبلي صاحب التآليف والتاريخ. وفيها توفي الحافظ الكبير أبو علي الحسن بن علي التجيبي - رحل وطوف، وجمع وصنف. وفيها توفي الحافظ القدوة الزاهد نزيل الحرم الشريف، وجار بيت الله المنيف أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني. سئل محمد بن طاهر المقدسي عن أفضل من رأى فقال: سعد الزنجاني، وشيخ الإسلام الأنصاري. فقيل: أيهما كان أفضل؟ فقال: الأنصاري كان

<<  <  ج: ص:  >  >>