للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زوجته وبنته، وقتل من جيشه مائة ألف أو أكثر، قيل: كان في القتلى أربعة آلاف امرأة، وكانت الترك في ثلاث مائة ألف فارس. وفيها توفي الشيخ الكبير ألفارف بالله الشهير ذو المواهب واللمائف والعلوم إلىبانية والمعارف أبو العباس ابن العريف أحمد بن محمد الصنهاجي الأندلسي الصوفي. كان له معرفة بالعلوم وعناية بالقراءات وجمع إلىوايات والطرق، متناهياً في الفضل والدين. وكان المريدون والعباد والزهاد يقصدونه، ولما كثر أتباعه خاف منه السلطان، وتوهم أن يخرج عليه، فطلبه، فأحضر إلى مراكش، فتوفي في الطريق قبل أن يصل، وقيل بعد أن وصل، وكان من أهل المنية. وفيها توفي الإمام أحد العلماء الأعلام، الفقيه المحدث الأصولي، الأديب محمد بن علي التميمي ألفازري. شرح صحيح مسلم شرحاً جيداً سماه كتاب المعلم بفوائد كتاب مسلم، وعليه بنى القاضي عياض بن موسى اليحصبي ألفالكي كتاباً اسماه الإكمال في شرح مسلم. وله في الأدب كتب متعددة. وكان فاضلاً متقناً، توفي في ثامن عشر ربيع الأول من السنة المذكورة، وقيل يوم الاثنين ثاني الشهر المذكور بالمهدية وعمره ثلاث وثمانون سنة. وألفازري نسبة إلى مازر وهي بفتح الزاي، وقد تكسر أيضاً، وهي بليدة بجزيرة صقلية. وفي السنة المذكورة توفي الحافظ أبو القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي. وفيها توفي الإمام المفتي الشافعي عبد الجبار بن محمد، إمام جامع نيسابور، تفقه على إمام الحرمين، وسمع البيهقي والقشيري والجماعة. وفيها توفي الشيخ ألفارف ذو المواهب واللمائف أبو الحكم عبد السلام بن عبد إلىحمن المعروف بابن برجان الأندلسي اللخمي الإشبيلي شيخ الصوفية ومؤلف شرح أسماء الله الحسنى، توفي غريباً بمراكش. قال الأبار: كان من أهل المعرفة بالقراءات والحديث، والتحقيق، بعلم الكلام، والتصوف مع الزهد والاجتهاد في العبادة، وقبره بإزاء قبر ابن العريف. وفيها توفي شيخ الحنابلة بالشام بعد والده ابن الشيخ أبي الفيح عبد الواحد الشيرازي الدمشقي الفقيه الواعظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>