للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد غابت الجوزاء بالكوكب الفرد

وطلوعها لأربع عشرة ليلة تمضى من آب، مع طلوع سهيل.

يقول الساجع: «إذا طلعت الجبهه، تحانّت الولهه «١» وتنازت السّفهه وقلّت فى الأرض الرّفهه» «٢» . وإنما «تحانّت الولهة» لأن أولادها قد ميّزت عنها وفصلت، فتسمع حنين الأمهات. ويكثر أيضا عند الفصال الموت فى الأولاد، والأمهات تحنّ. و «تتنازى السفهة» ، لأنهم فى خصب من اللبن والتمر، فيبطرون. قال الشاعر:

يا ابن هشام أهلك الناس اللبن ... فكلّهم يعدو بقوس وقرن «٣»

وإذا تنازت السفهة، قلّت الرفاهة، واحتاجوا إلى حفظ أموالهم وجمع مواشيهم ونعمهم خوف الغارة.

٧١) وسقوط الجبهة لاثنتى عشرة ليلة من شباط. وعند سقوطها ينكسر حدّ الشتاء، ويوجد أول الكمأة بنجد، وتورق الشجر، وتهبّ الرياح اللواقح، ويزقو المكّاء. قال مؤرج؛ وهو الزمن الذى ذكرته امرأة من العرب/ فقالت: «لم أر كالربيع مضى، لم تقم عليه الماتم»