للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥٤) وتقول العرب؛ «إذا طلعت الجوزاء، توقّدت المعزاء، وكنست الظباء، وعرقت العلباء، وطاب «١» الخباء» «٢» وإنما يعنون بطلوع «الجوزاء» ، الهقعة والهنعة. و «المعزاء» الأرض الصلبة، تتوقّد بحرّ الشمس وقوله «كنست/ الظباء» يريد أنها تدخل فى الكنس من شدة الحرّ. واحدها كناس. فتصاد فيه. ولها مكنسان: مكنس الضحى ومكنس العشى. وإنما ترعى فى هذا الوقت ليلا، وفى برد النهار.

وتلزم الرمل، وتدع الحزن، فاذا وقع آخر الوسمى، صارت إلى الحزن، لأن نباته يطلع قبل طلوع نبات الرمل. قال مضرّس الأسدى: «٣»

ويوم من الشعرى كأن ظباءه ... كواكب مقصور عليها سقورها «٤»

يريد أنها قد كنست. وقد ذكرت هذا «فى كتاب الوحش» «٥» بأكثر من هذا الشرح. وقوله «عرقت العلباء» ، يريد العباوين فى العنق. والعلباء يذكّر ويونث. و «طاب الخباء» لأنه يكنّ من الحرّ.

قال أبو زبيد «٦» :