للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للوليد، ولم يكن تحت يد يزيد، فلما نظر إلى الوليد، قال البخاري ليزيد:

دعني وإياه، فقال له يزيد: أنا أبصر بقتال العرب منكم، إنّكم ترمونهم بالنشاب، وإنهم يداخلونكم بالسيوف والرماح، قال: هذا حسد منكم لأهل خراسان، ومحاباة لابن عمك [١] قال له: فدونك.

فلقي الوليد فهزمه الوليد، وقتل في أصحابه، والتقى يزيد والوليد، فكانت الحرب بينهما على السواء، وخرج رجل من أصحاب الوليد، فدعا البراز، فخرج إليه، يزيد فقتله، فانهزم الوليد،. وعدّوا القتلى بينهما، فاذا ثلاثون قتيلا من أصحاب يزيد، وثلاثون رجلا من أصحاب الوليد، وعبر الوليد الفرات، وتبعه يزيد، وقد كان أسد بن يزيد أصابته ضربة في جبينه في ذلك اليوم، قال محمد بن عبد الله فحدثني هدبة أخو مهدي الشاري قال:

ضرب أسدا تلك الضربة حوقل، وكان لحوقل سيف يقال له النحّار، لا يمرّ بشيء إلا هتكه، فرجع أسد ألى أبيه وبه تلك الضربة، والدماء على وجهه، فقال: من ضربك هذه الضربة؟ قال: حوقل، قال: ما يسرني أنها في الحائط دون جبينك، عد إلى الحرب، والله لئن عدت إليّ لأضربنّ عنقك.

قال: وتبع يزيد الوليد، وعبر الفرات خلفه، وأرسل أسدا ابنه، وبكر بن مزيد أخاه ينفضان الطريق، ويتعرفان خبر الوليد، فلقيهما أعرابي [٥٨ ظ] راجل، فقالا له: ممن أنت؟ قال: من بني شيبان، قالا: ونحن من بني شيبان، أنا أسد بن يزيد، وهذا بكر عمّي: فأنفسكما من الوليد، فاني تركته مع أصحابه بالحديثة، [٢] قد حطّوا عن دوابهم.


- أخته الفارعة بقصيدة منها البيت المشهور:
أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنّك لم تجزع على ابن طريف
(ابن الأثير ٦/٤٧، النجوم الزاهرة ٢/٩٥، وفيات الأعيان ٢/١٧٩) .
[١] قوله: لابن عمك، يريد أن يزيد بن مزيد والوليد بن طريف كلاهما من شيبان.
[٢] الحديثة: حديثة الموصل، وهي بليدة كانت على دجلة بالجانب الشرقي قرب الزاب الأعلى، وكانت مدينة قديمة فخربت، وبقيت آثارها، فأعادها مروان بن محمد إلى العمارة. حديثة الفرات: وتعرف بحديثة النورة، وهي على فراسخ من الأنبار، وبها قلعة حصينة في وسط الفرات والماء يحيط بها. (ياقوت: الحديثة) .

<<  <   >  >>