للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال لأويس القرني [١] رضي الله عنه: إنني آنس بك، فقال أويس: ما كنت أحسب أنّ أحدا يستوحش مع الله عز وجل: قال: فأين تأمرني أن أنزل؟

فقال: عليك بالشام، فانزل سيف بحرها، قال: فكيف بالمعاش؟ قال: أفّ، خالط اليأس القلوب، فما ينفعها موعظة، تفرّ إلى الله بدينك، وتتّهمه في رزقك؟

[[أنشد الأصمعي]]

أنشد عبد الرحمن عن عمّه: [الطويل]

تقول سليمى سار أهلك فارتحل ... فقلت وهل تدرين ويحك من أهلي

فهل لي أهل غير ظهر مطيّتي ... أروح وأغدر ما يفارقها رحلي

[[خيانات الولاة]]

القاسم بن عدي قال: كتب عدي بن أرطاة [٢] إلى عمر بن عبد العزيز:

أما بعد: [٦٦ و] فإن قبلي ناسا من العمال، قد اقتطعوا من مال الله مالا عظيما، لست أقدر على استخراجه من أيديهم، إلا أن يمسّهم شيء من


- التابعين، ولي بعض الحروب في أيام عمر وعثمان بأرض فارس، يعد من الزهاد الثمانية، من كبار التابعين من أهل البيان، وتوفي في إحدى غزواته سنة ٢٩ هـ.
(طبقات ابن سعد ٧/٩٥، أسد الغابة ٥/٥٧، الإصابة ت ٨٩٤٨، صفة الصفوة ٣/١٣٧، البيان والتبيين ١/٣٦٣) .
[١] أويس القرني بن عامر بن جزء بن مالك القرني: أحد النسّاك العبّاد المقدمين، من سادات التابعين، أصله من اليمن، يسكن القفار والرمال، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وفد على عمر بن الخطاب، ثم سكن الكوفة، شهد وقعة صفين مع علي بن أبي طالب، ويرجح أنه قتل فيها سنة ٣٧ هـ. (طبقات ابن سعد ٦/١١١، ميزان الاعتدال ص ١٢٩، حلية الأولياء ٢/٧٩، لسان الميزان ١/٤٧١، ابن عساكر ٣/١٥٧) .
[٢] عدي بن أرطاة الفزاري: أبو واثلة، أمير من أهل دمشق، كان من العقلاء الشجعان، ولاه عمر بن عبد العزيز على البصرة سنة ٩٩ هـ، فاستمر إلى أن قتله معاوية بن يزيد بن المهلب بواسط في فتنة أبيه يزيد بالعراق سنة ١٠٢ هـ.
(الكامل للمبرد ٢/١٤٩، تاريخ اليعقوبي ٣/٥٣) .

<<  <   >  >>