للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخلافهم، وأشجع؛ أفعى الطريق، وإن وطئتها نشطتك [١] ، وإن تركتها تركتك، وعبد الله بن غطفان؛ سبع في غيضة، لا يخرج منها. قال الملك:

فعبس؟ قال: رمح حديد، لا تسوّى طعنته. قال الملك: ما سمّتك أمّك حكما باطلا.

[[غيبة السفلة]]

عن عبد الرحمن عن عمّه قال: رأيت أبا طفيلة الحرمازي [٢] متعلقا بأستار الكعبة، وهو يقول: اللهم إني استغفرك من كل ذنب، إلا من غيبة السفّل [٣] ، فانها أحلى من لحم العصفور

[[كرم ابن أبي بكرة]]

عبد الرحمن عن عمه [٤] ، عن أبي الجنوب: أن عبيد الله بن أبي بكرة [٥] أمر لسائل سأله بعشرة آلاف درهم، فصبّ في حجره، فتخرق ثوبه، فبكى، فقال:


[١] نشطتك: سلعتك
[٢] لم أجد لأبي طفيلة الحرمازي ترجمة، ولعله أبو علي الحسن بن علي الحرمازي:
كان تلميذا لأبي عبيدة وغيره، ورورى الشعر والأخبار، له روايات كثيرة في الأغاني، وانظر فيه تاريخ التراث العربي ٥/٢١٤.
[٣] السفّل: والسفال والسفلة، جمع سافل، وهو النذل الخسيس.
[٤] عمه: أي الأصمعي، كما سبق التنويه.
[٥] في الأصل: (عبد الله) وهو عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي، أبو حاتم أول من قرأ القرآن بالألحان، تابعي ثقة، من أهل البصرة، كان أمير سجستان، ثم ولي قضاء البصرة، وكان أسود اللون، وهو ابن الصحابي أبي بكرة نفيع بن الحارث، وكانت لعبيد الله ثروة واسعة، فاشتهر بأخبار من الجود شبه الخيال، نقل الذهبي أنه كان ينفق على جيرانه، ينفق على أربعين دارا عن يمينه، وأربعين عن يساره وأربعين أمامه وأربعين وراءه، سائر نفقاتهم ويبعث إليهم بالتحف والكسوة، ويزوج من أراد منهم الزواج، ويعتق في كل عيد مئة عبد، مدحه الشعراء، توفي سنة ٧٩ هـ.
(تاريخ الإسلام للذهبي ٣/١٨٩، النجوم الزاهرة ١/٢٠٢، المعارف ص ٢٣٢، الأعلام ٤/١٩١- ١٩٢) .

<<  <   >  >>