للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما هي إلا جوعة إن سددتها ... فكل طعام بين جنبيك واحد

اختلط المرعى بالهمل: إذا اختلط الأشراف والخسّاس.

[[يا حمام الأيك]]

خرج عوف [١] بن محلم [٧٤ و] مع عبد الله بن طاهر [٢] لما أراد خراسان، فلما صار بالري، نزل تحت دوحة، وجاء عوف فأخذ يحادثه تحتها، فبينا هما كذلك، إذ صدح طائر من الدوحة، فقال عبد الله: يا عوف،


[١] هناك اثنان باسم عوف بن محلم، الأول وهو غير المراد هنا هو: عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان: من أشراف العرب في الجاهلية، كان مطاعا في قومه، قويا في عصبيته، طلب منه الملك عمرو بن هند رجلا كان قد أجاره فمنعه، فقال الملك: (لا حر بوادي عوف) أي: لا سيد فيه يناوئه، فسارت مثلا، وفيه المثل (أوفى من عوف بن محلم) ، وكانت تضرب له قبة في عكاظ، توفي سنة ٤٥ ق. هـ. نحو ٥٨٠ م.
(المحبر ص ٣٤٩، مجمع الأمثال ٢/١٢٤، ٢٢٢، نقائض جرير والفرزدق ص ١٠٩٤ ط؛ ليدن) .
أما عوف بن محلم الآخر وهو المراد هنا، فهو: عوف بن محلم الخزاعي، أبو المنهال، أحمد العلماء الأدباء الرواة الندماء الشعراء، أصله من حران من موالي بني أمية أو بني شيبان، انتقل إلى العراق فاختصه طاهر بن الحسين لمنادمته، فبقي معه ثلاثين سنة لا يفارقه، ومات طاهر فقربه ابنه عبد الله، وجعل له منزلته عند أبيه، وبقي في صحبته إلى أن كبر وتجاوز الثمانين، وهو صاحب البيت المشهور:
إن الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
توفي في طريقه إلى حران سة ٢٢٠ هـ.
(معجم الأدباء ٦/٩٥، سمط اللآلئ ص ١٩٨، فوات الوفيات ٢/١١٨، الأزمنة والأمكنة ٢/٢٥٨)
[٢] عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي: أمير خراسان ومن أشهر الولاة في العصر العباسي، ولي إمرة الشام ثم مصر ثم الدينور، وولاه المأمون خراسان، كان من أكثر الناس بذلا للمال مع علم ومعرفة وتجربة، وللشعراء فيه مراث كثيرة، توفي سنة ٢٣٠ هـ. (الطبري ١١/١٣، ابن الأثير ٧/٥. وفيات الأعيان ١/٢٦٠ تاريخ بغداد ٩/٤٨٣، الولاة والقضاء ص ١٨٠، المحبر ص ٣٧٦) .

<<  <   >  >>