للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله ما احسسنا شيئا، ولا رأينا جملا هذه صفته. قال: وجويرية على حوض لها تمدره، فقالت: لا حفظ الله عليك يا فاسق، أغرب قبّحك الله عنا، فقلت:

ما تريدين من رجل ينشد ضالّته؟ فقالت: والله ما ينشد إلا أيره وخصيته!!

[[خالد القسري]]

جمح بخالد بن عبد الله [١] بغل على جسر واسط [٢] ، فوثب رجل وأخذ بعنانه، فأمسكه، فسلم، فلما سلم قال: من أنت فقد عظمت يدك؟ قال: أنا الذي ضربته ألف سوط وحبسته، قال: حلّ عن اللجام، فنعم مستودع الهوان اللئام.

[أمّ تشفع لولدها]

قال: أخذ مالك بن طوق [٣] رجلين قد عاثا في بلده، يقال لأحدهما زيد


[١] خالد: هو خالد من عبد الله بن يزيد من أسد القسري، من بجيلة، أمير العراقين، كان خطيبا جوادا، أصله من اليمن من أهل دمشق، ولي مكة للوليد بن عبد الله ثم ولاه هشام العراقين (الكوفة والبصرة) سنة ١٠٥ هـ، فأقام بالكوفة، وطالت مدته إلى أن عزله هشام سنة ١٢٠ هـ، وولى مكانه يوسف بن عمر الثقفي، وأمره أن يحاسبه، فسجنه يوسف وعذبه بالحيرة ثم قتله في أيام الوليد بن يزيد، وكان خالد يرمى بالزندقة وللفرزدق هجاء فيه قتل سنة ١٢٦ هـ.
(تاريخ ابن الأثير ٤/٢٠٥، ٥/١٠١، الأغاني ١٩/٥٣، تهذيب ابن عساكر ٥/٦٧ تاريخ ابن خلدون ٣/١٠٥)
[٢] واسط: في مواضع متعددة والمراد هنا واسط الحجاج، سميت بواسط لأنها متوسطة بين الكوفة والبصرة، بناها الحجاج بين سنتي ٨٤- ٨٦ هـ. (ياقوت: واسط)
[٣] مالك بن طوق بن عتّاب التغلبي: أبو كلثون، أمير من الأشراف الفرسان الأجواد، ولي إمرة دمشق للمتوكل العباسي، وبنى بمساعدة الرشيد بلدة (الرحبة) التي على الفرات، وتعرف برحبة مالك، نسبة إليه، وكثر سكانها في أيامه، كان فصيحا وله شعر، توفي سنة ٢٥٩ هـ.
(النجوم الزاهرة ٣/٣٢، معجم البلدان ٤/١٣٦، فوات الوفيات ٢/١٤٢، دول الإسلا للذهبي ١/١٢٣) المجموع اللفيف* ٨

<<  <   >  >>