للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٨٣ و] لبعض الحسينيين من أهل المدينة، في حرب بينهم، فقال: [الطويل]

أيا عترة الطّهر التي بسقت لها ... شوامخ مجد لا يمارى حسيبها [١]

أفي أن دعوناكم لنصر عشيركم ... على حين نار الحرب هرّ كليبها

وأجمعت الإخوان من آل جعفر ... علينا فهبّ المرد منها وشيبها

قلبتم لنا ظهر المجنّ وأشعلت ... قصائد مكروه الأذايا شبوبها [٢]

وأتيتم فينا الشهادات أنّنا ... نهبّ إذا العيدان حان هبوبها

فقل واستعن بالصدق يا با محمد ... فمن شرّ أقوال العشير كذوبها

وسل عالما في حلمنا يا ابن يوسف ... وحلمك والأبناء تنمى خطوبها

أنحن هببنا بالرّعاع عليهم ... أم أنت ببدر يوم طار عكوبها [٣]

صبحتهم جأواء من آل تبّع ... قليل تناهيها سريع وثوبها [٤]

ولولا رجال من عليّ لأصبحت ... على حالة تشكو الهوان حريبها

فألّا نهاك الحلم عنهم فلم تطع ... لسورتها نفسا شديدا شغوبها

معوّذة ألّا تطا الحشف ما بدت ... شماريخ رضوى ربدها وفنودها [٥]

وكم قد رمونا قبلها يا ابن يوسف ... بموبقة أعيى دواها طبيبها


[١] العترة: نسل الرجل ورهطه وعشيرته، وما تفرعت من الشعب.
[٢] قلب له ظهر المجن: هذا مثل، أي عاداه بعد مودة، والمجن: الترس، المثل في:
(مجمع الأمثال ٢/٣٢، جمهرة الأمثال ٢/١٢٥، اللسان: جنن) .
[٣] الرعاع من الناس: الغوغاء، الواحد رعاعة، والرعاعة: من لا قلب له ولا عقل.
طار عكوبها: ثار غبارها أو دخانها، والعكاب: الغبار والدخان وشدة الغليان.
(اللسان: عكب) .
[٤] الجأواء: الكتيبة الضخمة القوية.
[٥] شماريخ رضوى: فروعها وعذوقها. رضوى: جبل بالمدينة، وهو من ينبع على مسيرة يوم، ومن المدينة على سبع مراحل ميامنة طريق مكة، وهو على ليلتين من البحر.
(ياقوت: رضوى) .
فنودها: الحجارة العظيمة الناتئة في الجبل، وغصون الشجر: أفنادها.
قلت: وقد خالف الشاعر حرف القافية في هذا البيت، إذ أن قافية القصيدة حرف الباء وهاء بعده.

<<  <   >  >>