للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكر) رضي الله عنه. وفي حديث آخر: (سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب عليّ [١] ، إنّ الله أمر موسى عليه السلام أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا هو وهارون وأبناء هارون شير وشبير، وإن الله تعالى أوحى إليّ أن أتخذ مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنا وعليّ وأبناه علي حسن وحسين) [٢] .

وقال للعباس وقد خاطبه في ذلك: (يا عمّ والله ما سددت عن أمري، وما أنا أسكنت عليا، ولكن الله أسكنه) [٣] ، وكان لا يأذن لأحد أن يجلس في المسجد، ولا يمرّ فيه جنبا، إلا لعليّ وحده صلى الله عليه.

كان في المسجد جذع نخلة يستند إليه النبيّ صلى الله عليه يوم الجمعة، إذا أراد أن يكلّم الناس، فقالوا: يا رسول الله، ألا نتخذ لك شيئا يستند إليه ظهرك؟ فقال: (لا عليكم أن تفعلوا) [٤] ، فجعلوا هذا المنبر ثلاث مراقي، فخار الجذع كما تخور البقرة، وحنّ كحنين الناقة، فنزل صلى الله عليه وآله فاعتنقه، فسكن، وكان المنبر من طرفاء الغابة، والجذع من أمّ جرذان من حائط أبي أيوب، ودفن [١٣٦ ظ] الجذع بين المنبر والمغرب، وكان طوله سبع أذرع.

[[معاوية يطلب نقل منبر الرسول إلى الشام]]

كتب معاوية إلى مروان [٥] أن ابعث إليّ منبر رسول الله صلى الله عليه


[١] الحديث إلى قوله: (باب علي) مع خلاف يسير في اللفظ في: مستدرك الحاكم ٣/١٢٥، مسند أحمد بن حنبل ٤/٣٦٩، تفسير ابن كثير ٣٣٠٠٥، سنن البيهقي ٢/٤٤٣.
[٢] لم أجد بقية الحديث في كتب الحديث المعتمدة.
[٣] الحديث مع خلاف في اللفظ في: الدر المنثور ٢/١٢٢، فتح الباري لابن حجر ٧/١٤، مجمع الزوائد للهيثمي ١٤١٩، الحاوي للفتاوي للسيوطي ٢/٥٨.
[٤] الحديث في مسند أحمد بن حنبل ٢/١٠٩، مجمع الزوائد ٢/١٨٠، كنز العمال ٤٤٩١٩.
[٥] مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية: أبو عبد الملك، خليفة أموي، وإليه ينسب-

<<  <   >  >>