للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[عزة النفس]]

قال سعد بن سلم [١] : كنت واليا على أرمينية، فغبر أبو دهمان العلائي [٢] على بابي أياما، فلما وصل [إليّ] مثل قدّامي بين السماطين، وقال: [٣] والله إني لأعرف أقواما لو علموا أنّ سفّ التراب يقيم أود أصلابهم، لجعلوه مسكة لأرماقهم، إيثارا للتنزّه عن عيش رقيق الحواشي، أما والله، إني لبعيد الوثبة، بطيء العطفة، إنه والله ما يثنيني عليك إلا مثل ما يصرفك عني، ولأن أكون مقلا مقرّبا أحبّ إليّ من أن أكون مكثرا مبعّدا، والله ما نسأل عملا لا نضبطه، ولا مالا إلا ونحن أكثر منه، إنّ هذا الأمر الذي صار في يديك قد كان في يد غيرك، فأمسوا والله [١٤٨ ظ] حديثا، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، فتحبّب إلى عباد الله بحسن البشر، ولين الحجاب، فانّ حبّ عباد الله موصول بحبّ الله [٤] ، وهم شهداء الله على خلقه، ورقباؤه على من اعوجّ عن سبيله.

قال، وقيل لعبد الله بن كرز: هلّا أجبت أمير المؤمنين عن مالك حين


- علي بن أبي طالب إمرة فارس، ولما توفي علي امتنع زياد على معاوية وتحصن في قلاع فارس، فكتب معاوية له وألحقه بنسبه وولاه البصرة والكوفة وسائر العراق إلى أن توفي، كان خطيبا داهية، نظم أمور الولاية، أخباره كثيرة، توفي سنة ٥٣ هـ.
(الطبري ٦/١٦٢، ابن الأثير ٣/١٩٥، تهذيب ابن عساكر ٤/٤٠٦، ميزان الاعتدال ١/٣٥٥، خزانة الأدب ٢/٥١٧)
[١] سعد بن سلم: حفيد قتيبة بن مسلم الباهلي، ورد اسمه في وفيات الأعيان ٤/٥٨:
سعيد بن سلم بن قتيبة، أبو عمرو، كان سيدا كبيرا ممدحا، تولى أرمينية والموصل والسند وطبرستان وسجستان والجزيرة، وتوفي سنة ٢١٧ هـ.
(أخباره في المعارف ص ٤٠٧، البيان والتبيين ٢/٤٠، ٢٥٤، الكامل ٣/٧)
[٢] أبو دهمان العلائي: ويروى: الغلابي، شاعر من شعراء البصرة ممن أدرك دولتي بني أمية وبني العباس، ومدح المهدي، وكان طيّبا ظريفا مليح النادرة. (الأغاني ٢٢/٢٥٨- ٢٦٠)
[٣] الخبر في وفيات الأعيان ٤/٨٨- ٨٩، والبيان والتبيين ٢/٢٠٠.
[٤] في البيان والتبيين بعدها زيادة هي: (وبغضهم موصول ببغضه) .

<<  <   >  >>