للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يأمره بهدم دور من خرج مع إبراهيم [١] وعقر نخلهم، قال: فكتب إليه سلم:

بأي ذلك نبدأ؟ بالدور أم بالنخل، قال: فكتب إليه أبو جعفر: أما بعد، فاني لو أمرتك فافساد ثمرهم لكنت تستأذنني بأية نبدأ بالبرني أو بالشهريز [٢] ، وعزله وولّى محمد بن سليمان [٣] . قلت: ولعلّ سلما إنما دافع ليكفي عاقبة الظلم.

ولما أقدم عمر بن الخطاب عمرو بن العاص عليه من مصر، قال عمر:

(لقد سرت سير عاشق) ، قال [عمرو] : إني والله ما تأبطتني الإماء، ولا حملتني البغايا في غبّرات المآلي [٤] ، قال عمر: (والله [ما هذا] بجواب كلام سألتك عنه، وإنّ الدجاجة لتفحص في الرماد فتضع لغير الفحل، والبيضة منسوبة إلى طرقها) [٥] .


- الموثوق بهم في الدولتين الأموية والعباسية، وكان من عقلاء الأمراء، عادلا حسن السيرة، مات بالري سنة ١٤٩ هـ. (الكامل ٥/٢١٨، النجوم الزاهرة ٢/١١) والخبر في الكامل لابن الأثير حوادث سنة ١٤٦ هـ ٥/١٧٩.
[١] إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب: أحد الأمراء الأشراف الشجعان، خرج بالبصرة على المنصور فبايعه أربعة آلاف مقاتل، وخافه المنصور فتحول إلى الكوفة، وكثرت شيعة إبراهيم فاستولى على البصرة، وسير الجموع إلى الأهواز وفارس وواسط وهاجم الكوفة، وكانت بينه وبين جيوش المنصور وقائع هائلة، إلى أن قتله حميد بلن قحطبة، كان شاعرا عالما بأخبار العرب وأيامهم، وقد آزره في ثورته أبو حنيفة، إذ أرسل إليه أربعة آلاف درهم لم يكن عنده غيرها، قتل إبراهيم سنة ١٤٥ هـ. (الكامل ٥/٢٠٨، مقاتل الطالبيين ص ٣١٥، الطبري ٩/٢٤٣، دول الإسلام ١/٧٤)
[٢] البرني: ضرب من التمر أصفر مدور، وهو أجود التمر، والشهريز: ضرب من التمور، معرب.
[٣] محمد بن سليمان بن علي العباسي: أبو عبد الله، أمير البصرة، وليها أيام المهدي، وعزل وأعاده الرشيد، وزوجه أخته العباسة بنت المهدي، كان غنيا نبيلا، واستمر في البصرة إلى أن توفي سنة ١٧٣ هـ.
(تاريخ بغداد ٥/٢٩١، الوافي بالوفيات ٣/١٢١، الكامل لابن الأثير ٦/١٧)
[٤] المآلي: جمع مئلاة، وهي خرقة الحائض، وغبّراتها: بقاياها.
[٥] الطرق: الفحل. وفي البيان والتبيين ٢/٢٨٣ تتمة قوله: (وقام عمر فدخل، وقام عمرو فقال: لقد أفحش أمير المؤمنين علينا) .

<<  <   >  >>