للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحرام، بعد أن [١٥٦ و] مصناه كما يماص [١] الإناء، فاستنقى، فركبتم هذه منه ظالمين، فغضبنا لكم من سوط عثمان، ولا نغضب لعثمان من سيفكم؟» . قلت: وما أنت وسيفنا وسوط عثمان، وأنت حبيس رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ، أمرك أن تقري في بيتك، فجئت تضربين الناس بعضهم ببعض، قالت: «وهل أحد يقاتلني أو يقول غير هذا؟ قلنا: نعم، قالت: ومن يفعل ذلك، أزنيم [٢] بني عامر؟ ثم قالت: هل أنت مبلغ عني يا عمران؟ قال: لا، لست مبلغا عنك خيرا ولا شرا، قلت: لكني مبلغ عنك فهاتي ما شئت، قالت: اللهم اقتل مذمّما قصاصا بعثمان- تعني محمد بن أبي بكر- وارم الأشتر بسهم من سهامك لا يشوي، وأدرك عمّارا بخفرته في عثمان» [٣] .

[[من بليغ الكلام]]

وصف أعرابي رجلا فقال: ذلك والله ممن ينفع سلمه، ويتواصف حلمه، ولا يستمرأ ظلمه.


- الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي: وال من فتيان قريش وشعرائهم وأجوادهم، فيه ظرف ومجون ولهو، وهو أخو عثمان لأمه، أسلم يوم فتح مكة، ولاه عثمان الكوفة، فشهد عليه جماعة عند عثمان بشرب الخمر فعزله وحده وحبسه، سكن الجزيرة الفراتية، توفي سنة ٦١ هـ. (الإصابة ت ٩١٤٩، الأغاني ٥/١٢٢- ١٥٣، مروج الذهب ٤/٢٥٧- ٢٦٦)
[١] ماص الإناء يموصه: غسله، أرادت أنهم استتابوه عما نقموا منه، فلما أعطاهم ما طلبوا قتلوه.
[٢] الزنيم: الدعي في النسب، تعني به عمار بن ياسر بن عامر بن مالك، من بني ثعلبة بن حارثة بن عامر، وأمه سميّة بنت خباط، كانت أمة لأبي حذيفة بن المغيرة، ثم زوجها ياسر فولدت عمارا.
(الإصابة ت ٥٦٩٩، المعارف ص ١١١- ١١٢، وقعة صفين ص ٢٢٤)
[٣] بخفرته: الخفرة المرة من الخفر، وهو الغدر ونقض العهد. وفي الطبري حوادث سنة ٣٥ هـ: كان عثمان قد أرسل رجالا إلى الأمصار ليقفوا على بواطن الأمور، وكان ممن أرسلهم عمار بن ياسر إلى مصر، فرجع الرجال جميعا إلا عمّارا، إذ استماله أهل مصر الناقمون إلى جانبهم.

<<  <   >  >>