للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن حازم الباهلي: [١] [الطويل]

صن النفس واحملها على ما يزينها ... تهش سالما والقول فيك جميل

ولا ترينّ الناس إلا تجمّلا ... نبا بك دهر أو جفاك خليل

فان ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد ... عسى نكبات الدهر عنك تزول

ولا تثقنّ الدهر إلا بصاحب ... على النّصح منه شاهد ودليل

فما أكثر الأخوان حين تعدّهم ... ولكنّهم عند الوفاء قليل

ولا خير في ودّ امرىء متلون ... إذا الرى مالت مال حيث تميل

جواد إذا استغنيت عنه بماله ... وعند احتمال النائبات بخيل

[[عفو المتقين]]

يقال: إن رجلا أراد أن يضرب عبدا له، فقال له: أنشدك الله إلا ما سمعت مني، قال: هات، قال: أنا أطوع لك أم أنت لربك؟ قال: أنت لي، قال: فأنت أعطى لربك أم أنا لك؟ قال: أنا لربي، قال: أفتحب أن يعفو الله عنك؟ قال: نعم فاعف عني. قال: فاعف عني، قال: قد فعلت، وأنت حر.

[[رأي الحسن البصري في معاوية]]

ذكر معاوية عند الحسن البصري [٢] ، فقال: لو لم يكن فيه إلا أربع، لكانت واحدة منهن موبقة له، تنزّيه على الناس السفهاء [١٢ ظ] حتى ملك


- الذماري: نسبة إلى ذمار، وهي قرية باليمن على مرحلتين من صنعاء (ياقوت:
ذمار) .
[١] البيت والثالث والخامس دون نسبة في الدر الفريد ٤/٣٤.
[٢] الحسن البصري: الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد، تابعي، كان إمام أهل البصرة وحبر الأمة في زمانه، وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك، شب في كنف علي بن أبي طالب، وكان يدخل على الولاة فيأمرهم وينهاهم، وله مع الحجاج مواقف جريئة، وفضائله وأقواله كثيرة، توفي بالبصرة سنة ١١٠ هـ.
(تهذيب التهذيب ٢/٢٦٣- ٢٦٥، ميزان الاعتدال ١/٢٥٤، حلية الأولياء ٢/١٣١، ذيل المذيل ص ٩٣، أمالي المرتضى ١/١٠٦) .

<<  <   >  >>