للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمية بن عبد شمس، بعرق الظبية [١] ، منصرفه صلى الله عليه من بدر، وأمر بصلبه، وهو أول مصلوب في الإسلام.

وصلب زياد بن سميّة لعنه الله مسلم بن زيمر، وعبد الله بن نجى الحضرميين، وكانا شيعة، وذلك بأمر معاوية، وقد عدّهما [١٩٤ و] الحسن ابن علي [٢] عليهما السلام على معاوية في كتابه إليه: (ألست بصاحب حجر والحضرميين اللذين كتب إليك ابن سمية أنهما على دين عليّ ورأيه، فكتبت إليه: من كان على رأس عليّ ورأيه فاقتله، ومثّل به، فقتلهما ومثّل بهما، ودين علي والله، وابن عمّ عليّ الذي كان يضرب عليه أباك، ويضربه عليه أبوك، أجلسك مجلسك الذي أنت فيه، ولولا ذلك، كان أفضل شرفك وشرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا منّ الله عليك بوضعهما عنك) في كتاب طويل [٣] يوبخه بادّعائه زيادا، وولايته العراق.

وصلب عبيد الله بن مرجانة [٤] مسلم بن عقيل، وهانيء بن عروة، وعبد الله بن عفيف الأزدي، رضي الله عنهم، وكان من قصته أنه لما ظفر عبيد الله بالحسين بن عليّ عليهما السلام، وأهله رضي الله عنهم، صعد المنبر فقال: «الحمد لله الذي أظهر الحق، ونصر [أمير] المؤمنين يزيد بن معاوية، على الكذّاب ابن الكذاب حسين وشيعته» [٥] ، فوثب عبد الله بن عفيف هذا، وقد كان ذهبت عينه اليسرى يوم الجمل، مع علي عليه السلام، وذهبت الأخرى يوم صفين، فكان يلازم المسجد الجامع، يصلي فيه، فقال: «يا بن مرجانة، إنّ الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك، والذي ولّاك، تقتلون أبناء النبيين، وتتكلمون كلام الصديقين!!» ، فأتى بن ابن زياد، فقال: «يا عدو


[١] عرق الظبية: بين مكة والمدينة، قتل فيه عقبة بن أبي معيط. (سيرة ابن هشام ١/٦٤٤، معجم البلدان: عرق)
[٢] في المحبر ص ٤٧٩: (الحسين بن علي) وهما.
[٣] لم أجد الكتاب في جمهرة رسائل العرب.
[٤] هو عبيد الله بن زياد، ومرجانة جدته أم زياد بن أبيه، يعيّرون بها.
[٥] انظر الطبري ٥/٤٥٨.

<<  <   >  >>