للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كم من أديب فهم قلبه ... مستكمل العقل مقل عديم

ومن جهول مكثر مآله ... ذلك تقدير العزيز العليم

[في التذكرة المسماة كنوز الفوائد ومعادن الفرائد]

للجمال يوسف بن أحمد بن محمود الأسدي الدمشقي المشهور باليغموري [١] ، قدم إلى أبي يوسف [٢] مسلم قتل ذميا، فأمر أن يقاد به [٣] ، ووعدهم ليوم، فدفعت إليه رقعة، فاذا فيها أبيات شعر: [السريع]

يا قاتل المسلم بالكافر ... جرت وما العادل كالجائر

يا من ببغداد وأطرافها ... من فقهاء الناس أو شاعر

جار على الدين أبو يوسف ... إذ يقتل المسلم بالكافر [٤]

فاسترجعوا وابكوا على دينكم ... اصطبروا فالأجر للصابر

فركب إلى الرشيد، فحدثه بالقصة، وأقرأه الرقعة، فقال له الرشيد: اذهب فاحتل، فلما عاد أبو يوسف إلى داره، وجاءه أولياء القتيل يطالبونه بالقود، قال لهم: ائتوني بشاهدين عدلين أن صاحبكم كان يؤدي الجزية.

قال عز الدين أبو الحسن أحمد بن معقل المهلبي [٥] في مدورة: [الوافر]

فخرت بأنّني أمسي وساده ... لمن فاق الورى فخرا وساده


[١] يوسف بن أحمد اليغموري: أبو المحاسن، كان فاضلا أديبا، جمع مجاميع كثيرة مفيدة، وعمل تاريخا، توفي بالمحلة سنة ٦٧٣ هـ. (وفيات الأعيان ٦/٢٥٠، مجمع اللغة العربية ٤٦/٨٠٧، الأعلام ٨/٢١٤) .
[٢] أبو يوسف: القاضي يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي البغدادي، صاحب الإمام أبي حنيفة وتلميذه، من حفاظ الحديث ولزم أبا حنيفة، فغلب عليه (الرأي) وولي القضاء ببغداد أيام المهدي والهادي والرشيد، وهو أول من دعي (قاضي القضاة) ، كان واسع العلم بالتفسير والمغازي وأيام العرب له كتب منها (الخراج) ، و (آثار) ، و (الأمالي في الفقه) وغيرها، توفي ببغداد سنة ١٨٢ هـ. (أخبار القضاة لوكيع ٣/٢٥٤، مفتاح السعادة ٢/١٠٠- ١٠٧، النجوم تالزاهرة ٢/١٠٧، اريخ بغداد ١٤/٢٤٢، وفيات الأعيان ٢/٣٠٣) .
[٣] في ب، ل، ط، ش: يقاد منه. والقود: القصاص، قتل القاتل بالقتيل.
[٤] في ع: حاد عن الدين.
[٥] أحمد بن معقل: أبو العباس عز الدين الأزدي المهلبي، عالم بالأدب من أهل حمص، وبرع في العربية وقال الشعر رحل إلى العراق وتشيع بالحلة، توفي في دمشق سنة ٤٤٦ هـ. (الوافي بالوفيات ٧/٢٣٩، بغية الوعاة ١/٣٤٨) .

<<  <   >  >>