للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلت الدسوت من الرخا ... خ ففرزنت فيها البيادق [١]

وله [٢] : [البسيط]

لا تسأل الناس والأيام عن خبر ... هما يبثّانك الأخبار تطفيلا

ولا تعاتب علي نقص الطباع أخا ... فانّ بدر السّما لم يعط تكميلا

قال الشيخ أبو حيّان: أنشدني محمد بن محمد بن أحمد الطائي القفصي لنفسه [٣] : [المتقارب]

سقى قبّة الشافعي الإمام ... من الكوثر الأعين الجاريه

له قبّة تحتها سيّد ... وبحر له فوقها جاريه [٤]

يعني بذلك صورة السفينة التي على القبة. قال أبو حيان: وأنشدني محمد بن سعيد بن حماد البوصيري [٥] لنفسه [٦] : [الطويل]

بقبّة قبر الشافعي سفينة ... رست من بناء محكم فوق جلمود

ومذ غاض طوفان العلوم بموته ... استوى الفلك من ذاك الضريح على الجود

قال محيي الدين بن قرناص النحوي: [الطويل]

سألتك يا عود الأراكة أن تعد ... إلى ثغر من أهوى فقبّله مشفقا

ورد من ثنيات العذيب منيهلا ... تسلسل ما بين الأبيرق والنقا [٧]

وقال آخر مضمنا: [الوافر]

وعود أراكة يجلو الثنايا ... من البيض الدّمى جلى المرايا


[١] الدسوت: جمع الدست، اللعبة في الشطرنج، والدست: صدر المجلس، فارسي معرب. الرخاخ: قطع الشطرنج، والرخ: طائر خرافي بالغ القدامى في وصفه، وقطعة من قطع الشطرنج، فرزنت: صارت فرازنة، والفرزين: هو الملك في اصطلاح الشطرنج، والبيادق: جمع بيدق وهو الجندي في الشطرنج.
(المعجم الوسيط، والمعرب ص ١٦٦، ٢٣٧ وانظر هامشهما) .
[٢] فوات الوفيات ٢/٤١١.
[٣] الوافي بالوفيات ١/١٧٧.
[٤] في ع: فوقه جارية.
[٥] البوصيري: محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي، اشتهر بالبوصيري، كان يعاني صناعة الكتابة والتصوف، وهو صاحب البردة، توفي سنة ٦٩٥ هـ. (شذرات الذهب ٥/٤٣٢، فوات الوفيات ٢/٤١٢) .
[٦] الوافي بالوفيات ١/١٧٨.
[٧] رد: أمر من ورد يرد، منيهلا: تصغير منهل.
العذيب: ماء بين القادسية والمغيثة بينة وبين القادسية أربعة أميال. الأبيرق: تصغير الأبرق، مواضع كثيرة في الجزيرة العربية، النقا: الكثيب من الرمل.

<<  <   >  >>