للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد كان مضطلعا بالبين يحمله ... فضلّعت بخطوب البين أضلعه

يكفيك من لوعة التفنيد أنّ له ... من النّوى كلّ يوم ما يروّعه [١]

ما آب من سفر إلا وأزعجه ... رأيّ على سفر بالرغم يجمعه [٢]

تأبى المطالب إلا أن تجشمه ... للرزق كدحا وكم ممّن يودعه [٣]

كأنّما هو في حلّ ومرتحل ... موكلّ بفضاء الأرض يذرعه

إذا الزماع أراه في الرحيل غنى ... ولو إلى السند أضحى وهو مربعه [٤]

وما مجاهدة الإنسان واصلة ... رزقا ولا دعة الإنسان تقطعه

قد وزّع الله بين الناس رزقهم ... لم يخلق الله من خلق يضيّعه [٥]

لكنّهم كلّفوا رزقا فلست ترى ... مسترزقا وسوى الغايات تقنعه [٦]

والحرص في الرزق والأرزاق قد قس ... مت بغي ألا إنّ بغي المرء يصرعه [٧]

والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه ... إربا ويمنعه من حيث يطمعه [٨]

أستودع الله في بغداد لي قمرا ... بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

ودّعته وبودّي لو يودّعني ... صفو الحياة وأنّي لا أودّعه [٩]

وكم تشفّع في أن لا أفارقه ... وللضرورة حال لا تشفّعه [١٠]

وكم تشبّث بي خوف الفراق ضحى ... وأدمعي مستهلات وأدمعه [١١]

لا أكذب الله ثوب العذر منخرق ... عنّي بفرقته لكن أرقّعه


[١] الثمرات: يكفيه من لوعة، ب: من روعة التقليد.
[٢] الثمرات: رأي إلى سفر بالرغم يتبعه. الطبقات: رأي إلى سفر بالعزم يجمعه.
[٣] في الطبقات والثمرات: تأبى المطامع. الثمرات: للرزق كدا.
[٤] في الثمرات: أضحى وهو يزمعه.
[٥] في الثمرات: والله قسم بين الناس رزقهم. في الطبقات: والله قسم بين الخلق رزقهم. الثمرات والطبقات: لم يخلق الله مخلوقا يضيعه.
[٦] الثمرات والطبقات: لكنهم ملئوا حرصا فلست ترى. الطبقات: سوى الفاقات تقنعه.
[٧] الطبقات والثمرات: والحرص في المرء.
[٨] في الطبقات والثمرات:
والدهر يعطي الفتى ما ليس يطلبه ... حقا ويطمعه من حيث يمنعه
[٩] في ب، ش، ل: وبودي أن يودعني. الثمرات: لو يودعني طيب الحياة.
[١٠] في ع والثمرات: كم قد تشفع بي. الطبقات: وكم تشفع بي، في ع: وللضرورات حال.
[١١] الطبقات والثمرات: وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى.

<<  <   >  >>