للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخمس، وكم لها من عجائب، تركت جدول السيف في بحر الغمد وهو غريق، ولو سمع بها من قبل ضربه ما حمل التطريق، فلو عارضها العماد لعرك من قوسه الأذنين، وقال له جحدت رسالتك يا ذا القرنين، فان جذبت إلى مقاومتها، وكانت لك يد تمتد، وصلت السكين إلى العظم،/ وصار عليك قطع، وانتهى أمرك إلى هذا الحد، وهل يعاند السكين صورة ليس لها من تركيب النظم، إلا ما حملت ظهورها أو الحوايا، أو ما اختلط بعظم، ولو لمحها الفاضل [١] لحقق قوله إن خاطر سكينه كلّ، أو أدركها ابن نباته [٢] ، ما أقر برسالة السيف وفلّ، وقال لقلم رسالته أطلق لسانك بشكر مواليك، وأخلص الطاعة لباريك، ولم يقصد المملوك الإيجاز في رسالة هذه السكين ونظمها، إلا لتكون مختصرة كحجمها، لا زالت صدقات مهديها تتحف بما يذبح نحر فقري، وتأتي كل حين بما يشفي من داء الفقر ويسري.

[تمت رسالة السكين]

[قال البغوي في معجم الصحابة]

حدثني زيد بن أخرم، قال، سمعت ابن داود يقول: شقران [٣] وأم أيمن [٤] مما ورث النبي صلّى الله عليه وسلم من أبيه.

من تاريخ ابن النجار، قال أبو الغنائم محمد بن ظبيان المقري: [السريع]


[١] الفاضل: هو القاضي الفاضل، عبد الرحيم بن علي بن السعيد اللخمي، وزير من أئمة الكتاب، ولد بعسقلان (بفلسطين) وانتقل إلى الاسكندرية ثم القاهرة، كان من وزراء السلطان صلاح الدين الأيوبي، كان سريع الخاطر في الإنشاء كثير الرسائل، له رسائل وكتب، توفي سنة ٥٩٦ هـ. (وفيات الأعيان ١/٢٨٤، النجوم الزاهرة ٦/١٥٦، كتاب الروضتين ٢/٢٤١) .
[٢] ابن نباتة: هناك أكثر من شاعر باسم ابن نباتة، والمرجح هو: ابن نباتة المصري، محمد بن محمد الجذامي الفارقي، جمال الدين، شاعر، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، سكن الشام وولي نظارة القمامة بالقدس، ثم رجع إلى القاهرة، فكان بها صاحب سر السلطان حسن، له ديوان شعر، وسرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، وسلوك دول الملوك، وترسل ابن نباتة، وغيرها، توفي سنة ٧٦٨ هـ.
(الدرر الكامنة ٤/٢١٦، حسن المحاضرة ١/٣٢٩ البداية والنهاية ١٤/٣٢٢، النجوم الزاهرة ١١/٩٥) .
[٣] شقران: مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقال: كان اسمه صالح بن عدي، وكان حبشيا، يقال أهداه عبد الرحمن بن عوف لرسول الله، وقيل اشتراه منه، فأعتقه بعد بدر، ويقال إن النبي صلّى الله عليه وسلم ورثه عن أبيه هو وأم أيمن، شهد بدرا وكان على الأسارى يوم بدر، سكن المدينة، ويقال كانت له دار بالبصرة. (الإصابة ت ٣٩٣٥، أسد الغابة ت ٢٤٤٦، تهذيب التهذيب ٤/٠٣١٠، حلية الأولياء ١/٣٧٢) .
[٤] أم أيمن: مولاة النبي صلّى الله عليه وسلم، واسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو، وكانت لأم رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وكان زيد بن حارثة مولى لخديجة فوهبته للنبي، فأعتقه وزوجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له أسامة بن زيد، توفيت بعد وفاة الرسول بخمسة أشهر. (الإصابة كتاب النساء ت ١١٩٠٢، تهذيب التهذيب ١٢/٤٥٩، حلية الأولياء ٢/٦٧) .

<<  <   >  >>