للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونحن أعقل منك، لا تعلّمنا فى ملاء ولا تسرع إلى تذكيرنا فى خلاء، واتركنا حتى نبتدئك بالسؤال، فإذا بلغت من الجواب قدر استحقاقه فلا تزد، وإياك والبدار إلى تصديقنا، وشدّة العجب بما يكون منّا/ وعلّمنا من العلم ما نحتاج إليه على عتبات المنابر، وفى فواصل المخاطبات، ودعنا من رواية حوشىّ الكلام وغرائب الأشعار، وإياك وإطالة الحديث إلا أن تستدعى ذلك منك، ومتى رأيتنا صادفين عن الحق فأرجعنا إليه من غير تقرير بالخطإ، ولا اضّجار بطول التّرداد. قال الأصمعى:

فقلت له: أنا إلى حفظ هذا الكلام أحوج منى إلى كثير من البرّ.

ا، ب الواقدىّ «١» رفع إلى المأمون قصّة يشكو فيها غلبة الدّين، وقلّة الصبر فوقع عليها: أنت رجل فيك خلتان، السخاء والحياء، فأما السّخاء فهو الذى أطلق ما فى يدك، وأما الحياء فهو الذى بلغ بك ما أنت عليه. وقد أمرنا لك بمائة ألف درهم، فإن كنا أصبنا إرادتك فازدد فى بسط يدك، وإن كنّا لم نصبها فجنايتك على نفسك، فأنت كنت حدّثتنى وأنت على قضاء الرشيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للزبير: يا زبير، إن مفاتيح الأرزاق بإزاء العرش ينزل الله للعباد أرزاقهم على قدر نفقاتهم. فمن كثّر كثّر له- ومن قلّل قلّل له. قال الواقدى، وكنت أنسيت هذا الحديث. فكانت مذاكرته إياى به أعجب إلىّ من صلته.

اابن سريج: إمام أصحاب/ الشافعى «٢» تذاكر عند الوزير على بن عيسى مع محمد بن داود الظاهرى. فقال له ابن سريج أنت بكتاب الزهرة أمهر منك بهذه الطريقة. فقال: أتعيّرنى به والله ما تحسن أن تستتمّ قراءته قراءة من يفهم، وإنه لإحدى المناقب حيث أقول فيه، وأنشد أبياتا منها