للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عثمان رضى الله عنه: عندما أحيط به وعظم الخطب من الكوفيين والمصريين قام خطيبا فقال: ألا فقد والله عبتم علىّ ما أقررتم ابن الخطاب بمثله، ولكن وطئكم برجله، وضربكم بيده، ومنعكم بلسانه، فدنتم له على ما أحببتم وكرهتم؛ ولنت لكم ووطأت لكم كنفى، وكففت عنكم يدى ولسانى فاجترأتم علىّ.

أما والله لأنا أعز نفرا، وأقرب ناصرا، وأكثر عددا. ولقد أعددت لكم أقرانكم، وأفضلت عليكم فضولا كثيرا، وكثرت لكم غرمانى وأخرجتم منى خلقا لم أكن أسنه، ومنطقا لم أكن أنطق به على رضى الله عنه: لما بلغه ما فعل بسر «١» من قبل معاوية فى اليمن قال فى خطبته:

ما هى إلا الكوفة أقبضها وأبسطها إن لم تكونى إلا أنت، تهبّ أعاصيرك، فقبّحك الله، أنبئت أن بسرا قد أطلع على اليمن، وإنى والله لأظن هؤلاء القوم سيدالون منكم باجتماعهم على باطلهم، وافتراقكم عن حقكم، وبمعصيتكم إمامكم فى الحق، وطاعتهم إمامهم فى الباطل، وبأدائهم إلى الأمانة إلى صاحبهم وخيانتكم. فلو ائتمنت أحدكم على قعب لخشيت أن يذهب بعلّاقته. اللهم إنى قد سئمتهم وسئمتمونى فأبدلنى بهم خيرا منهم، وأبدلهم بى شرا منى.

معاوية رضى الله عنه: خطب وقد وفدت عليه وفود العرب فأعظم جوائزها، فلما دخلت عليه لتشكره سبقهم بالكلام فقال «٢» : جزاكم الله معاشر العرب عن قريش خير ما يجزى به فى تقديمكم إياهم فى الأمن، وتقدمكم إياهم فى الحرب، وحقنكم دماءهم بسفكها منكم، أما والله لا يؤثرن عليكم منهم إلا حازم كريم، ولا يرغب عنكم منهم إلا عاجز لئيم، شجرة قامت على ساق. تفرع أعلاها وثبت أصلها، عضد الله من عضدها، فيالها ألسنا لو اجتمعت. وأيديا