للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يفتح عليه بشيء، فعضه الجوع فخرج يطلب الرزق، فانتهى إلى باب يهودي، فوجد عند بابه كلباً، فوقف أبو يزيد بالباب سائلاً فدفع له رغيف، فلما أخذه وثب الكلب في وجهه، فقال أبو يزيد: لا تعجل إنما هو رغيف ونحن كلبان فلي نصفه، ثم رمى نصفه إلى الكلب وحمل عليه، فقال أبو يزيد: بحق من خلقك ألا ما كففت عني حتى أسأل ربي، فقال أبو اليزيد: اللهم أنطق لي هذا الكلب. فأنطقه الله تعالى، فقال لي: سبع سنين ولم أعرض عن باب اليهودي ولم يخطر ببالي الطمع في غيره، فإن أطعمني شيئاً أكلته، وإن أحرمني لم أعرض عن بابه، وأنت لازمت باب مولاك إثني عشر يوماً فعدلت عن بابه إلى باب يهودي، فأراد أن يؤدبك، فصاح أبو يزيد ومضى على وجهه.

وقيل: إن سفيان الثوري رضي الله عنه أقام ثلاثة أيام لم يستطعم بطعام، فقال يوما لأخته: دقي على بعض الجيران، فذهبت، فقالت: إن أخي سفيان عادم القوت منذ ثلاثة أيام، فهل عندكم شيء يتقوت به؟ فقالوا: نحن عادمون القوت منذ خمسة أيام، فرجعت ودقت باباً آخر، فقالوا: نجن عادمون القوت منذ سبعة أيام، فنودي: يا سفيان، إن كنت محبا فاصبر على البلاء، وإلا فاسأله الإقالة.

وقيل: إن بعضهم ضاقت معيشته فشكا إلى صديق له ضيق المعيشة، فرأى صديقه في النوم وقائل يقول: قل لصديقك إن رضيت بحكمنا وإلا فارتحل من قربنا.

قال الشبلي رضي الله عنه: مررت بسكك بغداد، فرأيت جارية تبكي خلف درب، فقلت لها: ما يبكيك؟ قالت: يا سيدي لي سبعة أيام ولم أستطعم بطعام، فأنقدت بعض تلامذتي إلي السوق فاشتري لها طعاماً فأطعمها وسقاها، فانصرفت، فلما كان الليل رأيتها في المنام وهي نازلة من السماء، فقلت لها:

<<  <   >  >>