للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، كم تنادي أن لا أجمع بيتك وبين خصمك يوم القيامة، وعزتي وجلالي لأوقفنك مع خصمك ولأوردنك مقاماً ترعد منه الأرض، وتنكس الملائكة أجنحتها، لا يجاوزتي ظلم ظالم.

وقيل: إن نملة دبت على ذيل سليمان عليه السلام، فغضب عليها من ذلك، فأخذها وألقاها، فنادت النملة لفرط الألم، وقالت: يا نبي الله، هذه السطوة أظهرت القوة على ضعفي، وهو مطلع على ما فعلت بي، فكن على أهبة الجواب السؤال على ظلمي، فقد أوهنت عظمي، فهبط الأمين جبريل عليه السلام، وقال: يا نبي الله، الحق يقرؤك السلام، ويقول لك: وعزتي وجلالي لئن لم تطلب العفو من النملة لأطلبتك بذنبها يوم القيامة.

وقيل: إن بعض الملوك بنى قصراً وخرج يدور حوله ينظر إلى بنيانه، وإذا ببابه عجوز لها خصي، وكان الملك قد قصدها في بيعة، فأبت، فقال الملك: وأين هي؟ قالوا: لم تكن حاضرة في بيتها، فقال: إهدموه. فهدموه في أسرع وقت، فجاءت العجوز فوجدت بيتها خراباً، فرفعت رأسها إلى السماء، وقالت: اللهم إني كنت أينما كنت، إلهي أما كنت أين كنت، هدموا بيتي واستضعفوني، ثم بكت بكاء شديداً، فبكت ملائكة السماء، فأمر الله تعالى أن يهدم القصر على من فيه. إن في ذلك لعبرة لمن يخشى.

وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، قل لبني إسرائيل: من ظلم امرأة أو صبية، أو من لا يعقل كحبة في الميزان، كويته بمقدارها في النار.

يا داود، وعزتي وجلالي لأوقفن الخصاء موقف الخصماء، ولأحفرنهم يوم القيامة، ولأسالنهم عن القليل والكثير، والفتيل والنقير، والقطمير، والأعمى من

<<  <   >  >>