للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسألة الثانية: عدد ركعات صلاة الكسوف:

تصلى صلاة الكسوف ركعتين بركوعين، والدليل على ذلك ما تقدم في حديث عائشة رضي الله عنها، وكذلك ما جاء عن عبد الله بن عباس؛ قال: انخسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام قياماً طويلاً نحواً من قراءة سورة البقرة، ثم ركع ركوعاً طويلاً، ثم رفع فقام قياماً طويلاً – وهو دون القيام الأول -، ثم ركع ركوعاً طويلاً- وهو دون الركوع الأول -، ثم سجد، ثم قام قيام طويلاً – وهو دون القيام الأول -، ثم ركع ركوعاً طويلاً – وهو دون الركوع الأول -، ثم رفع فقام قياماً طويلاً – وهو دون القيام الأول -، ثم ركع ركوعاً طويلاً - وهو دون الركوع الأول-، ثم سجد، ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فقال صلى الله عليه وسلم: " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك؛ فاذكروا الله ". قالوا: يا رسول الله! رأيناك تناولت شيئاً في مقامك، ثم رأيناك كعكعت؟ قال صلى الله عليه وسلم: " إني رأيت الجنة، فتناولت عنقوداً، لو أصبته؛ لأكلتم منه ما بقيت الدنيا. ورأيت النار، فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء". قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: " بكفرهن". قيل: يكفرن بالله؟ قال: "يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئاً؛ قالت: ما رأيت منك خيراً قط". أخرجه الشيخان. (١)


(١) حديث صحيح.
=أخرجه البخاري في مواضع منها في (كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف جماعة، حديث رقم ١٠٥٢) واللفظ له، ومسلم في (كتاب الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار، حديث رقم ٩٠٧) وانظر: " جامع الأصول" (٦/١٧٣)

<<  <   >  >>