للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعَثَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في سَريةٍ فصَبَّحت الحُرُقات مِن جُهينةَ فأَدركتُ رجلاً فقالَ: لا إلهَ إلا اللهُ، فطَعنتُهُ، فوقَعَ في نَفسي مِن ذلكَ، فذكرتُهُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قالَ لا إلهَ إلا اللهُ وقتلتَهُ!» قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّما قالَها فَزعاً (١) مِن السلاحِ، قالَ: «أَفلا شَققتَ عن قلبِهِ حتى تَعلمَ قالَها أَم لا» ، فما زالَ يُكرِّرُها حتى تَمنيتُ أنِّي أَسلمتُ يومَئذٍ.

قالَ: فقالَ سعدٌ: وأَنا واللهِ لا أَقتلُ مُسلماً حتى يَقتُلَه ذو البُطينِ، يَعني أسامةَ، قالَ: فقالَ رجلٌ: أَلم يقل اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه} [الأنفال: ٣٩] . فقالَ سعدٌ: قد قَاتلناهم حتى لا تَكونَ فتنةٌ، وأنتَ وأَصحابُكَ تُريدونَ أَن تُقاتِلوا حتى تَكونَ فتنةٌ (٢) .

٣٨٥- (١٩) أخبرنا محمدٌ قالَ: حدثنا عبدُاللهِ: حدثنا أبوبكرٍ: حدثنا أبومعاويةَ، عن الأعمشِ، عن شقيقٍ، عن أسامةَ بنِ زيدٍ قالَ: قيلَ له:

أَلا تدخُلُ على هذا الرجلِ فتُكلمَه؟ يَعني عثمانَ، فقالَ: أَترونَ أنِّي لا أُكلمُهُ إلا بسمعِكم؟ واللهِ لقد كَلمتُهُ فيما بَيني وبينَه ما دونَ أنْ أَفتحَ أمراً لا (٣) أن أَكونَ أولَ مَن فتحَهُ، ولا أَقولُ لرجلٍ يكونُ عليَّ أَميراً بعدَ ما سمعتُ


(١) في الهامش إشارة إلى روايتي (مـ) (ط) : فرقاً.
(٢) أخرجه ابن عساكر في «معجمه» (١١٧) من طريق المخلص به.
وأخرجه البخاري (٤٢٦٩) (٦٨٧٢) ، ومسلم (٩٦) من طريق أبي ظبيان به.
وليس عند البخاري كلام سعد.
(٣) في الهامش إشارة إلى روايتي (مـ) (ط) : الا.
وفي «مشيخة المراغي» من طريق المخلص: ربما أكون.
وعند مسلم وغيره: لا أحب أن أكون.

<<  <  ج: ص:  >  >>