للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تركز البحث حول تاريخ هذه المعركة في (مصر) وإن كان من حقه أن يستوفي تفاصيل المعركة في سائر البقاع الإسلامية ولهذا الأمر مسوغات

- منها عزة المصادر المرضية التي يمكن من خلالها استنباط المقصود.

- ومنها أن مصر لما لها من مركز حساس ولما تتمتع به من صدارة تؤهلها للقيادة الفكرية - يقر بها الجميع - كانت الأسوة والقدوة في شتى المجالات بعامة وفي مجال

(المرأة) بخاصة الأمر الذي جعل من فصول المعركة خارجها صورة مطابقة لما حدث فيها ولا ينسى التاريخ وصية الملك " عبد العزيز " لأبنائه بأن يقيسوا حال الأمة العربية قوة وضعفاً بحال مصر فهي ميزان قوة العرب والمسلمين (٦)

ولا ينسى التاريخ أن دفاع المسلمين المصريين ضد الإنكليز وعملائهم من دعاة ما يسمى بـ (تحرير المرأة) كان انطلاقاً من وجهة نظر الشاعر " أحمد محرم " التي يلخصها قوله مشيراً إلى " مصر ":

احفظوها إن مصر إن تضع ضاع في الدنيا تراث المسلمين

ومن هنا لم يكن عفواً أن يبدأ المبشرون الصليبيون بمصر قلعة الإسلام الصامدة ومركز ثقله ولم يكن عفواً أن يكون قادة الغزو الصليبي الجديد لمصر من القساوسة المعروفين بكيدهم للإسلام والمسلمين أمثال " دنلوب " هذا الكاهن الذي:

(خلع عنه ثوب الكهنوت ودخل في خدمة الحكومة يدير مدارسها في خلال ربع

قرن فكان يناهض القرآن مناهضة سرية متواصلة) (٧)

وأمثال" كرومر" الذي تخرج هو ودنلوب من أكبر المدارس اللاهوتية في أوربا (٨)

وغيرهم من النصارى الذين رحلوا إلى مصر ليتخذوها قاعدة انطلاق وليجندوا زملاءهم من المنافقين والمنافقات الذين أظهروا أسماء المسلمين وأبطنوا قلوب الذئاب

{يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}

(البقرة:٩)

فمن هنا جاز تجريحهم وكشف عوارهم تحذيراً منهم ونصيحة للمسلمين كما بين ذلك علماء " الجرح والتعديل "

{ولا عدوان إلا على الظالمين} (البقرة: ١٩٣)

ولله در القائل:

من الدين كشف الستر عن كل كاذب وعن كل بدعي أتى بالعجائب

ولولا رجال مؤمنون لهدمت صوامع دين الله من كل جانب


(٦) "مدافع آية الله " لمحمد حسنين هيكل (ص ٢٥٤) ، وانظر ص (١٧، ٢٥٢) من نفس المصدر،
وانظر أيضاً: " تحفة الناظرين فيمن ولي مصر من الولاة والسلاطين " للشيخ عبد الله الشرقاوي المطبوع
بهامش " فتوح الشام " للواقدي ص (١١،١٧- ٢١) .

(٧) " المخاطر التي تواجه الشباب المسلم " د / " مصطفى حلمي " ص (٢٨) نقلاً عن (الإسلام وآسيا أمام
المطامع الأوربية) تأليف أوجين يونج ص (١٥٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>