للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال محمد بن سيرين: "سألت عبيدة السلماني عن قول الله تعالى: (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ) فغطى وجهه ورأسه، وأبرز عينه اليسرى (١) . اهـ (٢) .

* وقد فسر الإمام جلال الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد المحَلِّي رحمه الله (ت ٨٦٤ هـ) الآية بقوله:

(مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ) جمع جلباب، وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة، أي: يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة (ذَلِكَ أَدْنَى) أقرب إلى (أَنْ يُعْرَفْنَ) بأنهن حرائر (فَلَا يُؤْذَيْنَ) بالتعرض لهن، بخلاف الإماء، فلا يغطين وجوههن، فكان المنافقون يتعرضون لهن، (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) لما سلف منهن لترك الستر (رَحِيمًا) بهن إذ سترهن. اهـ (٣) .

وقال السيوطي رحمه الله:

هذه آية الحجاب في حق سائر النساء ففيها وجوب ستر الرأس والوجه


= معاوية بن صالح عنه عن ابن عباس شيئا في التراجم وغيرها، ولكنه لا يسميه، يقول: قال ابن عباس أو يذكر عن ابن عباس " اهـ، ويفهم من صيغة الجزم احتجاج الإمام البخاري بهذه الرواية - أعني رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما - في مواضع عديدة من كتاب التفسير حيث أوردها
معلقه، وإن كانت ليست على شرطه في الجامع الصحيح، ووصلها ابن حجر في
"الفتح"، فانظر: "فتح الباري" (٨/ ٥٤) ، (٨/٧٦) ، (٨/ ١١٤) ، و "تهذيب التهذيب" (٧/ ٣٣٩ -٣٤٠) .
(١) أورد هذا الأثر السيوطي في "الدرر المنثور" (٥/ ٢٢١) وقال: أخرجه الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير الطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين. اهـ.
(٢) تفسير القرآن العظيم" (٦/ ٤٧٠) .
(٣) "قرة العينين على تفسير الجلالين" ص (٥٦٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>