للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاعتجار: هو الاختمار.

قال الحافظ: "قوله: "فاختمرن" أي: غطين وجوههن" اهـ (١) .

وتفسير الاختمار بتغطية الوجه هو الصحيح، لما مضى (٢) من التفصيل عن أعمالهن.

***

٢- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا حاذَوْا بنا سَدَلَتْ إحدانا جلبابها

من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه" (٣) .

وهذان الحديثان (٤) صريحان في شمول الحجاب للوجوه، بل يفيدان أن تغطية الوجوه كان هو المقصود بأمر الحجاب، والحديث الأخير حكمه عام لجميع نساء المؤمنين، فإن المراد بضمائر جمع المتكلم ليست أمهات المؤمنين فحسب كما يزعمه الزاعمون، والدليل على ذلك أن عائشة رضي الله عنها هي التي روت هذا الحديث، وهي التي كانت تفتي: بأن المرأة المحرمة تسدل جلبابها من فوق رأسها على وجهها.


(١) "فتح الباري" (٨/ ٣٤٧) .
(١) انظر ص: (٣١٠) .
(٣) أخرجه الإمام أحمد (٦/٣٠) ، وأبو داود رقم (١٨٣٣) في الحج: باب في المحرمة تغطي وجهها (٢/١٦٧) ، وابن ماجه (٢٩٣٥) ، والبيهقي (٥/٤٨) ، والدارقطني (٢٨٦، ٢٨٧) ، وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف، وتكلم فيه غير واحد، وأخرج له مسلم في جماعة غير محتج به، وقال الحافظ في التلخيص (٢/ ٢٩٢) : ". . . أخرجه ابن خزيمة، وقال: في القلب من يزيد بن أبي زياد، ولكن ورد من وجه آخر، ثم أخرج من طريق فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر - وهي جدتها - نحوه، وصححه الحاكم. اهـ.
الإشارة إلى هذا الحديث، وإلى الذي قبله، وهو حديث الإفك، وفيه قولها رضي الله عنها: (وكان يراني قبل الحجاب) ، وقولها: (فخمرت وجهي بجلبابي) .

<<  <  ج: ص:  >  >>