للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الزي واللباس وسائر المظاهر الاجتماعية في آداب المجالس وأطوار الحياة حتى في الحركة والمشي والتكلم والنطق لقد حاولوا تشكيل المجتمع المسلم على الصيغة الغربية وقبلوا الإلحاد والدهرية والمادية في نشوة التجدد بدون حيطة أو شعور بالعواقب وعدوا من لوازم التنور الفكري إيمان المرء بكل ما بلغه من قبل الغرب من فكرة ناضجة أو فجة والإفاضة فيه في مجالسه ورحبوا بالخمر والقمار واليانصيب والتهتك والرقص وما إلى ذلك من ثمرات الحضارة الغربية ثم سلموا بجميع معتقدات الغرب وأعماله في الأخلاق والآداب والاجتماع والاقتصاد والسياسة والقانون حتى في العقائد الإيمانية والعبادات سلموا بكل ذلك من غير فهم أو شعور ومن غير نقد أو تجريح كأنه تنزيل من السماء ليس لهم قبله إلا أن يقولوا: (آمنا) وأصبح المسلمون أنفسهم يستحيون من كل ما نظر إليه أعداء الإسلام بالتحقير والتعيير ولو كان هذا الشيء من الأمور الثابتة في الشرع الحنيف وطفقوا يحاولون أن يمحوا تلك السبة عن أنفسهم:

- اعترض الغربيون على ما عندهم من أحكام الجهاد فقال هؤلاء المنهزمون:

(ما لنا وللجهاد يا سادة؟ إنا نعوذ بالله من هذه الهمجية) ...

- اعترضوا على الرق فقال هؤلاء: (إنما هو حرام عندنا أصلاً) (١١)

- وأطالوا لسان القدح في تعدد الزوجات فجاء المنهزمون ينسخون بضلالهم وجهلهم آيات القرآن ويحرفون الكلم عن مواضعه (١٢)

- ثم قال أولئك الغربيون: (لابد من مساواة الرجل والمرأة في جميع نواحي


= (.... شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى
لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قلنا يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟)
(١١) انظر " أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن " للشنقيطي (٣/٣٨٦- ٣٨٩) .
(١٢) انظر المرجع السابق (٣/٧٧٣- ٣٨٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>