كتاب عودة الحجاب

ضمن خطة علمانية شاملة لإزالة كل أثر للإسلام في تركيا مركز الخلافة العثمانية (٣٥٤) ويصور الأستاذ " أحمد حسن الزيات " بعض ملامح هذه الخطة فيقول:

(وألزموا التركي المسلم بلبس القبعة وأرغموه أن يكتب من الشمال وفصلوا الدين عن الدولة وانتزعوا العربية من التركية وألغوا العيدين واستبدلوا بعيد الجمعة عيد الأحد وعطلوا الصلاة بمسجد أيا صوفيا وأسكتوا المؤذنين وأبعدوا المصلين فلا يمرون عليه إلا باكين مستعبرين وحولوه إلى متحف وبيت للأوثان وطمست منه آيات القرآن وأظهرت فيه الصور والأوثان - وكأن أتاتورك وأشياعه قد نقلوا أمتهم المروعة المشدوهةعلى المدرعات إلى الشاطئ الأوربي ثم أحرقوامن ورائها سفائن طارق) (٣٥٥)

(أجل! لقد حولوا جامع " أيا صوفيا " وهو مسجد الأستانة الكبير كنيسة بمنع الصلاة فيه ومحو ما فيه من آيات قرآنية وأحاديث والكشف عما ستره المسلمون الفاتحون من الصور التي زعمها النصارى للملائكة ومن يسمونهم القديسين والصلبان ونحوها من نقوش نصرانية) (٣٥٦) .

وفي هذا قال حافظ:

" أيا صوفيا " حان التفرق فاذكري عهود كرام فيك صلوا وسلموا

إذا عدت يوماً للصليب وأهله وحلي نواحيك المسيح ومريم

ودقت نواقيس وقام مزمر من الروم في محرابه يترنم

فلا تنكري عهد المآذن إنه على الله من عهد النواقيس أكرم (٣٥٧)

(٣٥٤) ومن الجدير بالذكر أن زوجة أتاتورك رفضت الاستجابة لطلب زوجها حينما راودها على كشف وجهها
ورأسها وأمرها بالتخلي عن الحجاب وأصرت على لزوم الحجاب حتى كان هذا الأمر أحد أسباب طلبها
الطلاق منه.
(٣٥٥) مستفاد من (الرسالة) العدد ٨٨ السنة الثالثة ٦ ذي الحجة ١٣٥٣ هـ، ١١ مارس ١٩٣٥ م.
(٣٥٦) مجلة " الإسلام " - ١٧ جماد الأولى ١٣٥٤ هـ - ١٦ أغسطس ١٩٣٥ م - ص (٤٤) .
(٣٥٧) " الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر " (٢ / ٢٠ - ٢١) .