للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي مُرَّة: (أن أبا هريرة كان يستخلفه مروان، وكان يكون بذي الحُلَيْفَة، فكانت أمه في بيت، وهو في آخر، قال: فإذا أراد أن يخرج وقف على بابها، فقال: " السلام عليكِ - يا أمتاه - ورحمة الله وبركاته "، فتقول: " وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته "، فيقول: " رحمكِ الله كما ربَّيْتِني صغيرا "، فتقول: " رحمك الله كما بررتني كبيرًا "، ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثله) (٤٠٢) ، (ولازم أبو هريرة أمه، ولم يحج حتى ماتت لصحبتها) (٤٠٣) .

وهل أتاك نبأ أويس بن عامر القرني؟ ذاك رجل أنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بظهوره، وكشف عن سناء منزلته عند الله ورسوله، وأخذ البررة الأخيار من آله وصحابته بالتماس دعوته وابتغاء القربى إلى الله بها، وما كانت آيته إلا بره بأمه، وذلك الحديث الذي أخرجه مسلم عنه: (كان عمر رضى الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: " أفيكم أويس بن عامر؟ "، حتى أتى عَلَى أويس بن عامر، فقال: " أنت أويس بن عامر؟ " قال: " نعم "، قال: (مِن مراد؟ " قال: " نعم قال: " كان بك بَرَصٌ فبرأتَ منه إلا موضع درهم؟ " قال: " نعم قال: " لك والدة؟ " قال: " نعم قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قَرَن، كان به أثر برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بار بها، لو أقسمِ على الله لأبَرَّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل "، فاستغفِرْ لي، فاستغَفر له،


(٤٠٢) رواه البخاري في الأدب المفرد، رقم (١٢) ، وروى بعضه الإمام أحمد في (المسند" (٤/٤٠٩، ٤٢٩، ٤٣٠، ٥٢٧) .
(٤٠٣) رواه ابن عساكر في " تاريخه " (٤٧/٥١٦ - ٥١٧) ، كذا عزاه د. محمد عجاج الخطيب في " أبو هريرة راوية الإسلام " ص (١٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>