للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما أهل الدنيا فإنهم يجعلون المال حسبهم الذي يسعون إليه، فصاحب المال فيهم عزيز كيفما كان، والمقل عندهم وضيع، ولو كان ذا نسب رفيع، فعن أبي بريدة عن أبيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه المالُ " (٥٨٢) .

وقال الشاعر:

غنينا (٨٣٥) زمانا بالتصعلك والفقر ... وكُلا سقاناه بكأسَيْهِما الدَّهْرُ

فما زادنا بَغْيًا على ذِي قَرابَةٍ ... غِنانا، ولا أزْرَى بأحسابِنا الفقرُ

آخَر:

ما يصنع العبدُ بعِز الغني ... والعِزُّ كُلُّ العِز للمُتقي

من عرف الله فلم تُغْنِهِ ... معرفةُ الله فذاك الشقي


= وحسنه الحافظ في " تلخيص الحبير" (٣/١٨٨) .
(٥٨٢) رواه النسائي (٦/٦٤) في النكاح، وابن حبان رقم (١٢٣٣) - موارد، والدارقطني (٣/٣٠٤) ، والحاكم (٢/١٦٣) ، والبيهقي (٧/١٣٥) ، والإمام أحمد (٥/٣٦١) ، وصححه الألباني في " الإرواء" رقم (١٨٧٠) ، وقال الحافظ في "الفتح": (والحسب هو الشرف بالآباء والأقارب، مأخوذ من الحساب، لأنهم كانوا إذا تفاخروا، عددوا مناقبهم، ومآثر آبائهم وقومهم، وحسبوها، فيُحكم لمن زاد عدده على غيره.
ويؤخذ من الأحاديث في ذلك أن الشريف النسيب يشحب له أن يتزوج بذات حسب ونسب مثله، إلا إن تعارض نسيبة غير دينة، وغير نسيبة دينة، فتُقَدم ذات الدين، وهكذا في سائر الصفات) اهـ. (٩/ ١٣٥) ، وانظر: " الفقه الإسلامي وأدلته، ص (٢٤٣) .
(٥٨٣) غنينا: أقمنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>