للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرجموها) الحديث (١٢٤٢) .

وتأمل ما رواه أبو أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان، فأخذا بضبعي) الحديث، وفيه: (ثم انطلق بي، فإذا أنا بنساء تنهش ثديهن الحيات، قلت: ما بال هؤلاء؟ قال: هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن (*) .

وهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لا يفرض لمولود حتى يفطم، فتراجع عن ذلك، وفرض له من حين ولادته حتى تطول فترة الإرضاع، فبينما هو يطوف ذات ليلة بالمصلى، بكى صبي، فقال لأمه: " أرضعيه"، فقالت: " إن أمير المؤمنين لا يفرض لمولود حتى يُفطم، وإني فطمته"، فقال عمر: " إن كدت لأن أقتله أرضعيه، فإن أمير المؤمنين سوف يفرض له"، ثم فرض بعد ذلك للمولود حين يولد (١٢٤٣) .

إن الحكمة الإلهية جعلت هذه العاطفة السامية عاطفة الأمومة متجاوبة مع قوة اتصال الوليد بأمه، ومع حاجته الماسة إليها ماديا وعاطفيا، فالطفل يحتاج إلى أمه حاجة تتصل بكيانه كله، وتشمل مشاعره وأحاسيسه.

ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنت أحق به ما لم تنكِحي" (١٢٤٤) ، قالها


(١٢٤٢) رواه مسلم ص (١٣٢٢) ، والبيهقي (٦/٨٣) ، والدارقطني (٣/ ٩٢) ، والإمام أحمد (٥/ ٣٤٨) ، وغيرهم.
(*) أخرجه النسائي في " السنن الكبرى " كما في " تحفة الأشراف" (٤٨٧١) ، وابن خزيمة في " صحيحه " (١٩٨٦) وعنه ابن حبان (١٨٠٠ - موارد) ، والحاكم في " المستدرك " (١/٤٣٠) مختصرًا، وقال: (صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي، وعزاه الحافظ في "الفتح" إلى الطبراني، وقال: " بسند جيد" اهـ.
(١٢/٤٤١) ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب" (١/٤٢٠) .
(١٢٤٣) " المصنف " لعبد الرزاق (٥/٣١١) .
(١٢٤٤) رواه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أبو داود رقم (٢٢٧٦) في =

<<  <  ج: ص:  >  >>