للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطاب وداعه المصريين جميعاً ولم يمدح إلا رجلاً واحداً هو " سعد زغلول " وأعلن أنه يترك مصر مستريحاً لأنه أقام فعلاً القاعدة الأساسية لاستدامة الاحتلال وصدق فقد ألف في ذلك العام "حزب الأمة" (١٥١) وأصبح " لطفي السيد " حامل لواء "الجريدة" (١٥٢)

وعين سعد زغلول ناظراً للمعارف وقال كرومر في تعليل هذا التعيين:

(إنه يرجع أساساً إلى الرغبة في ضم رجل قادر ومصري مستنير من تلك الطائفة الخاصة من المجتمع المعنية بالإصلاح في مصر) ، (كما أن سعداً من تلاميذ محمد عبده وأتباعه الذين أطلق عليهم " جيرونديي " (١٥٣) " الحركة الوطنية المصرية " والذي كان برنامجهم تشجيع التعاون مع الأجانب لإدخال الحضارة الغربية إلى مصر الأمر الذي جعل كرومر يحصر فيهم أمله الوحيد في قيام الوطنية المصرية) (١٥٤) اهـ


(١٥١) تكون " حزب الأمة " - كما يقول الشيخ محمد رشيد رضا - " من أركان أصدقاء الشيخ محمد عبده من كبار رجال الحكومة ووجهاء القطر " اهـ من (تاريخ الإمام) (١ /٥٩١) - مطبعة المنار سنة ١٩٣٥ م.

قال الدكتور السيد أحمد فرج: (إن حزب الأمة أنهى علاقاته بالجذور القديمة الإسلامية وصفى آثارها تماماً ليهيئ الجو للفكر العلماني الذي أطبق على البلاد بلا شريك - لأول مرة - وفرض أسلوب الغرب في الحكم والتربية والتشريع والاقتصاد، يوضح ذلك بيان الحزب نفسه الذي صدر ليحذر بجلاء الذين يتهمون هذه الحركة الجديدة حركة حزب الأمة بأن لها مظهراً من مظاهر التعصب الديني أي الـ "pan Islamism " لأنهم يريدون بهذه التهمة أن يبعدوا بيننا وبين أحرار الأوربيين خاصة وأنهم يعلمون أن المصريين أبعد الناس عن هذه التهمة وأبرؤهم منها " اهـ " المؤامرة على المرأة المسلمة " ص (١٧) . وانظر: (قصة حياتي) أحمد لطفي السيد ص (٤٤) .
(١٥٢) (اتضح أن أهم أسباب إصدار " الجريدة " إظهار نوايا حزب الأمة في تطليق فكرة الإسلامية نهائياً والعمل
على تغيير العادات والأفكار الاجتماعية في مصر) اهـ من " المؤامرة على المرأة المسلمة " ص (١٧) .
(١٥٣) انظر " الموسوعة العربية الميسرة " ص (٦٧٧) .
(١٥٤) انظر (رجال اختلف فيهم الرأي) لأنور الجندي ص (١٦ - ١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>