للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصلحه، وقرب إلينا الطعام فجعلنا نأكل ونتعجب من صبرها، فلما فرغنا خرجت إلينا وقد تكورت، فقالت: " يا هؤلاء هل فيكم من يحسن من كتاب الله شيئًا؟ " قلت: " نعم "، قالت: " اقرأ علي من كتاب الله آيات أتعزى بها "، قلت: " يقول الله عز وجل في كتابه: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) قالت: " آلله إنها لفي كتاب الله هكذا؟ " قلت: " آلله إنها لفي كتاب الله هكذا قالت: " السلام عليكم "، ثم صفت قدميها وصلت ركعات، ثم قالت: " إنا لله وإنا إليه راجعون، عند الله أحتسب عقيلًا "، تقول ذلك ثلاثا، " اللهم إني فعلت ما أمرتني به فأنجز لي ما وعدتني "] (١٣٢٥) .

ولما مات عبد الله بن الفرج لم تُعْلِم زوجته لإخوانه بموته، وهم جلوس بالباب ينتظرون الدخول عليه في علته، فغسلته، وكفنته في كساء كان له، فأخذت فرد باب من أبواب بيته، وجعلته فوقه، وشدته بشريط، ثم قالت لإخوانه: " قد مات، وقد فرغت من جهازه "، فدخلوا، فاحتملوه إلى قبره، وأغلقت الباب خلفهم (١٣٢٦) .

وقد مر بك نبأ صفية بنت عبد المطلب الهاشمية رضي الله عنها، وهي عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وشقيقة أسد الله حمزة، وأم حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام، والعوام زوجها هو أخو سيدة النساء خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وأمها من بني زُهرة وهي هالة بنت وهب خالةُ رسول الله


= وقت وأصعبه عليها: اقض حق ضيافة القوم.
(١٣٢٥) " المنحة المحمدية " للشيخ محمد عبد السلام الشقيري رحمه الله ص (٢٠٨-٢٠٩) .
(١٣٢٦) " الغرباء " للآجري ص (٦٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>