للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان يَسقمُ عند آخر عُمُره- أو في آخر عُمُره- وكانت تَقْدَمُ عليه وفودُ العرب من كل وجه، فَتَنْعَتُ له الأنعات، وكنتُ أعالجها له، فَمِنْ ثمَّ) (١٣٩٢) .

وعن عروة قال: (ما رأيتُ أحدًا أعلم بالطب من عائشة رضي الله عنها، فقلتُ: يا خالة، مِمن تعلمتِ الطب؟ قالت: كنت أسمع الناس يَنعَت بعضهم لبعض، فأحفظُه) (١٣٩٣) .

وعن هشام، عن أبيه، قال: (لقد صحبت عائشة، فما رأيت أحدًا قط كان أعلم بآية نزلت، ولا بفريضة، ولا بسنة، ولا بشعر، ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب، ولا بكذا، ولا بكذا، ولا بقضاء، ولا طب منها، فقلت لها: " يا خالةُ، الطب، من أين عُلِّمْتِهِ؟ "، فقالت: " كنتُ أمرضُ فيُنْعَتُ لي الشيءُ، ويمرض المريض، فينعتُ له، وأسمع الناسَ ينعتُ بعضهم لبعض، فأحفظه ".

قال عروة: فلقد ذهب عامةُ علمها، لم أسأل عنه) (١٣٩٤) .

(وكانت زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعًا قسيمات عائشة رضي الله عنها في إذاعة العلم وإفاضة الدين على المسلمين، مما يؤكد أن المرأة المسلمة أقبلت على العلم منذ أكرمها الله تعالى بالإسلام، كثيرة تلك الأحاديث التي روتها أمهات المؤمنين عنه صلى الله عليه وسلم، وكثيرة تلك الأقوال المنسوبة إليهن في التفسير وفقه الحديث، وكثيرات هن النساء اللاتي حفظن كتاب الله تعالى أو حفظن كثيرة، وحفظن الكثير من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكن يبلغن


(١٣٩٢) أخرجه الإمام أحمد (٦/٦٧) ، وأبو نعيم في " الحلية " (٢/٥٠) ، وانظر: " مجمع الزوائد " (٩/٢٤٢) .
(١٣٩٣) " سير أعلام النبلاء " (٢/١٨٣) .
(١٣٩٤) " السابق " (٢/١٨٣) ، " الحلية " (٢/٤٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>