للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حبيبة العدوية:

وعن عبد الله المكي أبي محمد قال:

(كانت " حبيبة العدوية" إذا صلت العتمة قامت على سطح لها، وشدَّت عليها درعها وخمارها، ثم قالت: " إلهي قد غارت النجوم، ونامت العيون، وغلقت الملوك أبوابها، وخلا كل حبيب بحبيبه، وهذا مقامي بين يديك "، ثم تقبل على صلاتها، فإذا طلع الفجر، قالت: " إلهي هذا الليل قَد أدبر، وهذا النهار قد أسفر، فليت شعري أقبلت مني ليلتي فأهنأ، أم رددتها علي فأعزى؟ وعزتك لهذا دأبي ودأبك ما أبقيتني، وعزتك لو انتهرتني عن بابك ما برحت، لما وقع في نفسي من جودك وكرمك " (١٥٠٠) .

جارية الحسن بن صاع:

كان الحسن بن صالح يقوم الليل هو وجاريته، فباعها لقوم، فلما صلَّت العشاء، افتتحت الصلاة، فما زالت تصلي إلى الفجر، وكانت تقول لأهل الدار كل ساعة تمضي من الليل: " يا أهل الدار قوموا! يا أهل الدار صَلوا! "، فقالوا لها: " نحن لا نقوم إلى الفجر "، فجاءت إلى الحسن ابن صالح، وقالت: (بعتني لقوم ينامون الليلَ كُلَّه، وأخاف أن أكسل من شهود نومهم "، فردها الحسن إليه رحمة بها، ووفاءً بحقها " (١٥٠١) .

عابدة من بني عبد القيس:

كانت إذا جاء الليل تحرمت، ثم قامت إلى المحراب، وكانت تقول:


(١٥٠٠) " إحياء علوم الدين " (١٥/٢٧٧٤ - ٢٧٧٥) .
(١٥٠١) " صفة الصفوة " (٣/١٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>