للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، حَدَّثَنَا العكلى، عَنِ الحرمازى، عَنِ ابن الكلبي أن رجلا أغلظ لعمرو بن سعيد بن عمرو بن العاص، فقَالَ له عمرو: مهلا، عمرو ليس بحلو المذاقة، ولا رخو الملاكة، ولا الخسيس ولا المخسوس، ولا نكس الشكس، الهالك فهاهة، الجاهل سفاهة، والله ما أنا بكهام اللسان، ولا كليل الحد، ولا عي الخطاب، ولا خطل الجواب، أيهات! جاريات والله الأسنان، وجرستنى الأمور، ولقد علمت قريش أنى ساكن الليل داهية النهار، لا أنهض لغير حاجتى ولا أتبع أفياء الظلال، وإنك أيها الرجل لأبيض أملود، رقيق الشعرة، نقي البشرة، صاحب للظلمات، ووثاب جدرات، وزوار جارات: المجرس والمضرس والمقتل والمنجد الذى قد جرب الأمور وعرفها.

والفه: العي الكليل قَالَ أَبُو زيد، قَالَ ويقَالَ: جئت لحاجة فأفهنى عنها فلان حتى فههت إذا أنساكها.

والأملود: الناعم، قَالَ ذو الرمة: خراعيب أملود كأن بنانها بنات النقا تخفي مرارا وتظهر

مطلب ما قاله بعض الأعراب فِي صفة قومه

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: سمعت أعرابياً يذكر قومه فقَالَ: كانوا والله إذا اصطفوا تحت القتام، خطرت بينهم السهام، بوفود الحمام، وإذا تصافحوا بالسيوف فغرت المنايا أفواهها، فرب يومٍ عارمٍ قد أحسنوا أدبه، وحرب عبوس قد ضاحكتها أسنتهم، وخطب شر قد ذللوا مناكبه، ويوم عماس قد كشفوا ظلمته بالصبر حتى ينجلى، إنما كانوا، البحر الذى لا ينكش غماره، ولا ينهنه تياره قوله: فغرت: فتحت، قَالَ حميد بن ثور: عجبت لها أنى يكون غناؤها فصيحاً ولم تفغر بمنطقها فما والشئز: المقلق، والشأز والشأس: الأرض الغليظة، قَالَ العجاج: إن ينزلوا بالسهل بعد الشأس ومنه سمى الرجل شاسا.

والعماس: الشديد.

وينكش: ينزح.

ويقَالَ: قليب عيلم لا يغضغض ولا يؤبى ولا يؤبي ولا يؤبي ولا يؤبي ولا يؤبي ولا يؤبي ولا يؤبى ولا ينكف ولا ينكش ولا يفتح ولا يغرض ولا ينزح ولا ينزف.

<<  <  ج: ص:  >  >>