للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برويته ونظره، ومثّل لك الأحوال المخوفة عليك، وخلط الوعر بالسّهل من كلامه ومشورته، ليكون خوفك كفاء رجائك، وشكرك إزاء النعمة عليك، وأن الغاشّ لك والحاطب عليك من مد لك فِي الاغترار، ووطّأ لك مهاد الظلم، تابعاً لمرضاتك، منقاداً لهواك

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يحيى النحوى، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله ابن شبيب، قَالَ: قَالَ شبيب بن شبّة لخالد بن صفوان: من أحبّ إخوانك إليك؟ قَالَ: من سدّ خللي، وغفر زللي، وقبل عللي

وحَدَّثَنَا أَبِي بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عيسى الختّلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يعلى الساجي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا المعتمر بن سليمان، قَالَ: كان يُقَال: عليك بدينك، ففيه معادك، وعليك بمالك، ففيه معاشك، وعليك بالعلم، ففيه زينك.

وقرأنا عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، تعالى: فلّما مضى شهر وعشر لعيرها وقالوا تجئ الآن قد حان حينها ّأمرّت من الكتّان خيطاً وأرسلت جرّياً إِلَى أخرى قريباً تعينها هذه امرأة تنتظر عيراً تقدم وزوجها فيها، فأرادت أن تنتف بالخيط وتتهيأ له والجريّ: الرّسول يقول: أرسلته إِلَى جارة لها تنتفها لتزيّن، وبعد هذا قَالَ:

فما زال يجري السلك فِي حر وجهها ... وجبهتها حتّى ثنته قرونها

ثنته: كفّته.

وقرونها: ذوائبها

وقرأت عَلَى أبى عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة لعمر بن أبي ربيعة:

يا ليتني قد أجزت الحبل نحوكم ... حبل المعرّف أو جاوزت ذا عشر

إن الثّواء بأرض لا أراك بها ... فاستيقنيه ثواء حقّ ذي كدر

وما مللت ولكن زاد حبكم ... ولا ذكرتك إلا ظلت كالسّدر

أذرى الدموع كذي سقم يخامره ... وما يخامرني سقمٌ سوى الذّكر

كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركم ... يا أشبه الناس كلّ الناس بالقمر

إني لأجذل أن أمسى مقابله ... حبّاً لرؤية من أشبهت فِي الصور

<<  <  ج: ص:  >  >>