للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإني لأبكي اليوم من حذري غداً ... فراقك والحيان مجتمعان

سجالا وتهنانا ووبلا وديمة ... وسحا تسكابا وتنهملان

ثم يمضي حتى يأتي العراق فيقول مثل ذلك، ثم يأتي اليمن فيقول مثل ذلك

وأنشدنا أَبِي بَكْرِ بن الأنبارى، عَنْ أبيه، عَنْ أحمد بن عبيد، عَنْ أبي عمرو الشيباني، للمجنون:

ذد الدمع حتى يطعَنِ الحيّ إنما ... دموعك إن فاضت عليك دليل

كأنّ دموع العين يوم تحملوا ... جمان عَلَى جيب القميص يسيل

وأنشدنا أَبُو عبد الله نفطويه قَالَ: أنشدنا أحمد بن يحيى:

ومستنجد بالحزن دمعاً كأنه ... على الخدّ ممّا ليس يرقأ حائر

إذا ديمة منه استقلّت تهلكت ... أوائل أخرى ما لهنّ أواخر

ملا مقلتيه الدمع حتى كأنه ... لما انهّل من عينيه فِي الماء ناظر

وأنشدنا هذه الأبيات أَبُو محمد عبد الله بن جعفر بن دستوريه النحوي، عَنْ أبي العباس محمد بن يزيد الثّمالي، وقَالَ: قَالَ أَبُو العباس: هذه الأبيات أحسن ما قيل فِي الدموع، وزاد فِي آخرها بيتاً:

وينظر من بين الدموع بمقلة ... رمى الشّوق فِي إنسانها فهو ساهر

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، رحمه الله:

نظرت كأنيّ من وراء زجاجة ... إلى الدار من ماء الصّبابة أنظر

فعيناي طوراً تغرقان من البكا ... فأعشى وحيناً تحسران فأبصر

وأنشدني أَبُو عبد الله نفطويه، عَنْ أحمد بن يحيى، لذي الرمّة:

وما شنّتا خرقاء واهيتا الكلي ... سقى بهما ساق ولمّا تبلّلا

بأضيع من عينيك للدمع كلّما ... تذكّرت ربعاً أو توهمت منزلا

وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍِ التاريخي، قَالَ: قَالَ بشار: ما زال غلام من بني حنيفة يدخل نفسه فينا ويخرجها منّا حتى قَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>