للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيه عَلَى ما ذكر أو أن يكون عَلَى خلاف ما ذكر، فإن قَالَ رأيت زيداً وعمراً قلت: أزيداً وعمرنيه تكون الزيادة فِي منتهى الكلام، ألا ترى أنه إذا قَالَ: ضربت قلت: أضربتاه، فإن قَالَ: ضربت عمر قلت: أضربت عمراه، وكذلك إن قَالَ: ضربت زيداً الطويل قلت: أزيداً الطويلاه وتعرب الاسم الذي ذكره عَلَى ما أعربه.

فإن كان رفعاً رفعته وإن كان نصباً نصبته وإن كان جراً جررته، ألا ترى أنه لو قَالَ: مررت بحذام قلت: أحذاميه، وربما زادت العرب إن إيضاحاً للعلم، ولذلك قالوا: إنيه لأن الهاء والياء خفيان والهمزة والنون واضحان كما زادوا إن فِي قولهم: ما إن فعلت كذا وكذا.

: سألت أبا محمد فقلت له: لِمَ لَمْ يقولوا إناه؟ فقَالَ: لأن الألف علامة حركة النون وتبيين لها، وقد سبقت فلم يجز أن يقيموا علامة محدثة ويسقطوا علامة متقدمة وهما علامتان، فأما ما حكاه أَبُو زيد من قوله: أزيدنيه بتثقيل النون، فإنما هذا عَلَى لغة من يقف عَلَى الحرف بالتشديد كما قالوا: سبسب وكلكل، فكذلك هذا وقف عَلَى زيدن فشدد، فلما ألحق به علامة حركه بالكسر، لأنه توهم أن التنوين أصل فلذلك قَالَ أزيدنيه.

وقرأنا عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، لجندل الطهوي:

قد خرّب الأنضاد نشاد الحلق ... من كل بالٍ وجهه بالي الخلق

النضد: ما ينضد من أمتعتهم وأزوادهم ناحية البيت، فيعني أن قوماً يجيئون بعلة أنهم ينشدون إبلاً، فنحتاج إِلَى أن نقريهم فيخربون أنضادنا، ويعني بالحق إبلاً سماتها الحلق.

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، عَنْ عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: سمعت أعرابياً من بني كلاب يذكر رجلاً فقَالَ: كان والله الفهم منه ذا أذنين، والجواب ذا لسانين، لم أر أحدا كان أرق لخلل رأيٍ منه، ولا أبعد مسافة رويةٍ ومراد طرف، إنما يرمي بهمته حيث أشار إليه الكرم، وما زال والله يتحسى مرارة أخلاق الإخوان ويسقيهم عذوبة أخلاقه: أرتق: أسد، يُقَال: رتقت الشيء إذا سددته أو شددته.

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعى، قَالَ: ذكر رجل عند أعرابي فوقع فيه قوم، فقَالَ: أما والله إنه لآكلكم للمأدوم، وأعطاكم للمغروم، وأكسبكم للمعدوم، وأعطفكم عَلَى المحروم

<<  <  ج: ص:  >  >>