للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى:

من كان يزعم أن سيكتم حبه ... حتى يشكك فيه فهو كذوب

الحب أغلب للفؤاد بقهره من ... أن يرى للستر فيه نصيب

وإذا بدا سرّ اللبيب فإنه ... لم يبد إلا والفتى مغلوب

إني لأبغض عاشقاً متستراً ... لم تتهمه أعينٌ وقلوب

حديث الأحنف مع معاوية فِي مدح الولد ويزيد بين يديه

وحَدَّثَنَا أَبُو يعقوب ورّاق أَبِي بَكْرِ بن دريد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن عمرو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عمرو بن محمد، عَنْ أبي عبيدة، قَالَ: دخل الأحنف بن قيس عَلَى معاوية ويزيد بين يديه، وهو ينظر إليه إعجاباً به فقَالَ: يا أبا بحر، ما تقول فِي الولد؟ فعلم ما أراد، فقَالَ: يا أمير المؤمنين، هم عماد ظهورنا، وثمر قلوبنا، وقرة أعيننا، بهم نصول عَلَى أعدائنا، وهم الخلف منا لمن بعدنا، فكن لهم أرضا ظليلة، وسماء ضليلة، إن سألوك فأعطهم، وإن استعتبوك فأعتبهم، لا تمنعهم رفدك فيملوا قربك، ويكرهوا حياتك، ويستبطئوا وفاتك.

فقَالَ: لله درك يا أبا بحر! هم كما وصفت

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، لطفيل الغنوي:

فلو كنت سيفاً كان أثرك جعرةً ... وكنت دداناً لا يغيرك الصقل

الجعرة: أثر الجعار، والجعار: حبل يوثق به حقو فِي الساقي إِلَى عمود القامة، فإن انقطع الرشاء لم يهو الماتح فِي البئر، فيقول: كنت سيفاً كليلاً لا يؤثر إلا كأثر الجعار.

والددان والكهام، والكهيم: الكليل.

[مطلب ما تتعاقب فيه اللام والنون]

قَالَ الأصمعي: يُقَال رأيت فِي أرض بني فلان نعاعة حسنة، ويقَالَ: لعاعةً، وهو نبت ناعم فِي أول ما يبدو، رقيق لم يغلظ.

ويقَالَ: إنما الدنيا لعاعة، قَالَ ابن مقبل:

كاد اللعاع من الحوذان يسحطها ... ورجرجٌ بين لحييها خناطيل

يسحطها: يذبحها.

والرجرج: اللعاب يترجرج، وخناطيل: قطع متفرقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>