للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها يقول:

فسلّمت واستأنست خيفة أن يرى ... عدو بكائي أو يرى كاشحٌ فعلي

فقَالَت وأرخت جانب السّجف إنما ... معي فتكلم غير ذي رقبة أهلي

فقلت لها ما بي لهم من ترقّب ... ولكنّ سريّ ليس يحمله مثلي

وقَالَ الزبير: ليس من شعراء الحجاز يتقدّم جميلاً وعمر فِي النّسيب والناس لهما تبعٌ.

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، لكثير:

لا تغدرن بوصل غزة بعد ما ... أخذت عليك مواثقاً وعهودا

إن المحب إذا أحب حبيبه ... صدق الصفاء وأنجز الموعودا

ألله يعلم لو أردت زيادة ... فِي حب عزة ما وجدت مزيدا

ويروى:

ألله يعلم لو أردت زيادة ... فِي الحب عندي ما وجدت مزيدا

رهبان مدين والذين رأيتهم ... يبكون من حذر العذاب قعودا

لو يسمعون كما سمعت كلامها ... خروا لعزة خاشعين سجودا

والميت ينشر أن تمس عظامه ... مساً ويخلد أن يراك خلودا

حديث قيس بن ذريح وإلحاح أبيه عليه فِي طلاق لبني وما آل إليه أمره بعد فراقها

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن خلف الدلال، قَالَ: قَالَ محمد بن زياد الأعرابي: لما ألحّ ذريح عَلَى ابنه قيس فِي طلاق لبنى فأبى ذلك قيس، طرح ذريح نفسه فِي الرّمضاء وقَالَ: لا والله لا أريم هذا الموضع حتى أموت أو يخلّيها، فجاءه قومه من كل ناحية فعظّموا عليه الأمر وذكّروه بالله وقالوا: أتفعل هذا بأبيك وأمك! إن مات شيخك عَلَى هذا الحال كنت معينا عليه وشريكاً فِي قتله، ففارق لبنى عَلَى رغم أنفه، وقلة صبره، وبكاء منه حتى بكى لهما من حضرهما، وأنشأ يقول:

أقول لخلّتي فِي غير جرٍم ... ألا بينى بنفسي أنت بيني

فوالله العظيم لنزع نفسي ... وقطع الرّجل مني واليمين

<<  <  ج: ص:  >  >>