للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما قاله بعض العرب يهجو أخاه الشقيق]

أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله ابراهيم بن محمد بن عرفة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن يحيى، عَنِ ابن الأعرابي، قَالَ، قَالَ رجل لأخيه: لأهجونك، قَالَ: وكيف تهجوني وأبونا واحد وأمنا واحدة! فقَالَ:

غلامٌ أتاه اللؤم من شطر نفسه ... ولم يأته من نحو أمٍّ ولا أب

قَالَ، وقَالَ آخر يهجو أخاه:

أبوك أبي وأنت أخي ولكن ... تفاضلت الطباع والظروف

وأمك حين تنسب أمّ صدق ... ولكن ابنها طبعٌ سخيف

وقومك يعلمون إذا التقينا ... من المرجو منا والمخوف

[قصيدة جميل بن معمر التي أولها: وقلت لها اعتللت بغير ذنب ... وشر الناس ذو العلل البخيل]

وقرأت عَلَى أبى بكر بن دريد لجميل.

وقلت لها اعتللت بغير ذنب ... وشر الناس ذو العلل البخيل

ففاتيني إِلَى حكم من أهلي ... وأهلك لا يحيف ولا يميل

فقَالَت أبتغي حكماً من أهلي ... ولا يدري بنا الواشي المحول

فولينا الحكومة ذا سجوف ... أخا دنيا له طرفٌ كليل

فقلنا ما قضيت به رضينا ... وأنت بما قضيت به كفيل

قضاؤك نافد فاحكم علينا ... بما تهوى ورأيك لا يفيل

فقلت له قتلت بغير جرم ... وغبّ الظلم مرتعه وبيل

فسل هذي متى تقضي ديوني ... وهل يقضيك ذو العلل المطول

فقَالَت:

إن ذا كذبٌ وبطلٌ وشر ... من خصومته طويل

أأقتله ومالي من سلاح ... وما بي لو أقاتله حويل

ولم آخذ له مالا فيُلفى ... له دينٌ عَلَى كما يقول

وعند أميرنا حكمٌ وعدل ... ورأيٌ بعد ذلكم أصيل

فقَالَ أميرنا هاتوا شهودا ... فقلت شهيدنا الملك الجليل

<<  <  ج: ص:  >  >>