للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت لهم ما يذهب الحب بعدما ... تبوأ ما بين الجوانح والصدر

فقالوا شفاء الحب حبٌّ يزيله ... من آخر أو نأيٌّ طويلٌ عَلَى هجر

أو اليأس حتى تذهل النفس بعدما ... رجعت طمعاً واليأس عونٌ عَلَى الصبر

قَالَ: وقَالَت فيه أيضاً حين سلت عنه:

تعزيت عَنْ حب الضبابي حقبةً ... وكل عمايا جاهلٍ ستثوب

يقول خليل النفس أنت مريبةٌ ... كلانا لعمري قد صدقت مريب

وأريبنا من لا يؤدي أمانةً ... ولا يحفظ الأسرار حين يغيب

ألهفاً بما ضيعت ودي وما هفا ... فؤادي بمن لم يدر كيف يثيب

زينب بنت فروة المرية وما قالته فِي ابن عمها المغيرة من الشعر

قَالَ وقرأت عليه لزينب بنت فروة المرية، فِي ابن عم لها يُقَال له: المغيرة:

يأيها الراكب الغادي لطيته ... عرّج أنبيك عَنْ بعض الذي أجد

ما عالج الناس من وجدٍ تضمنهم ... إلا ووجدي به فوق الذي وجدوا

حسبي رضاه وأنى فِي مسرته ... ووده آخر الأيام أجتهد

وقَالَت أيضاً:

وذي حاجةٍ ما باح قلنا وقد بدت ... شواكل منها ما إليك سبيل

لنا صاحبٌ لا نشتهي أن نخونه ... وأنت لأخرى فارع ذاك خليل

تخالك تهوى غيرها فكأنما ... لها فِي تظنيها عليك دليل

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، البيتين الأولين فِي خبر طويل قد تقدم لليلى الأخيلية، وروايته: وأنت لأخرى فارغٌ وخليل وقَالَت أيضاً:

ألم تر أهلي يا مغير كأنما ... يفيئون باللوماء فيك الغنائما

ولو أن أهلي يعلمون تميمة ... من الحب تشفى قلدوني التمائما

<<  <  ج: ص:  >  >>