للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى، لرؤبة بن العجاج:

وقد أرى واسع جيب الكم ... أسفر عَنْ عمامة المعتم

عَنْ قصبٍ أسحم مدلهم

قَالَ أَبُو العباس قوله: أرى واسع جيب الكم معناه أرى شاباً رخىّ البال، يُقَال: فلان واسع الجيب إذا كان رخي البال قليل الاكتراث، وأسفر: أكشف أي أُبدي شعري لسواده وحسنه، والقصب هاهنا: الشعر عَنِ الأصمعي، والأسحم: الأسود.

قَالَ: وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، لعكرشة أبي شغب يرثي ابنه شغباً:

قد كان شغب لو أنّ الله عمره ... عزّاً تزاد به فِي عزّها مضر

فارقت شغبا وقد قوست من كبرٍ ... لبئست الخلّتان الثّكل والكبر

قَالَ: وأنشدنا أَبُو عبد الله، عَنْ أحمد بن يحيى، عَنِ الزبير، عَنْ أيوب بن عباية، لنصيب:

كُسيت ولم أملك سواداً وتحته ... قميصٌ من القوهيِّ بيضٌ بنائقه

وما ضرّ أثوابي سوادي وإنني ... لكالمسك لا يسل وعَنِ المسك ذائقه

ولا خير فِي ودّ امرئٍ متكارهٍ ... عليك ولا فِي صاحبٍ لا توافقه

اذا المرء لم يبذل من الودّ مثله ... بعاقبةٍ فاعلم بأني مفارقه

وأنشدنا لعبد بني الحسحاس:

أشعار عبد بني الحسحاس قمن له ... عند الفخار مقام الأصل والورق

إن كنت عبداً فنفسي حرةٌ كرماً ... أو أسود ّاللون إنّي أبيض الخلق

الورق عند العرب: المال من الإبل والغنم، والوَرِق: الفضّة

وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن دريد: أن أبا حاتم أنشدهم عَنْ أبي زيد:

وزهراء إن كفّنتها فهو عيشها ... وإن لم أكفنها فموتٌ معجّل

يعني النار، هي زهراء أي بيضاء تزهر، يقول: إن قدحتها فخرجت فلم أدركها بخرقة أو غير.

<<  <  ج: ص:  >  >>