للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَقُولُ اتئد لا يدعك الناس مملقا ... وتزري بمن يابن الكرام تعول

فقلت أبت نفس عَلَى كريمة ... وطارق ليلٍ غير ذَاكَ يَقُولُ

ألم تعلمى يا عمرك اللَّه أننى ... كريم عَلَى حين الكرام قليل

وإنى لا أخزي إذا قِيلَ مملق ... سخي وأخزي أن يُقَالَ بخيل

فلا تتبعى العين الغوية وانظرى ... إِلَى عنصر الأحساب أيْنَ يؤول

ولا تذهبن عيناك فِي كل شر شرمح ... له قصب جوف العظام أسيل

عسي أن تمني عرسه أنني لها ... بِهِ حين يشتد الزمان بديل

إذا كنت فِي القوم الطوال فضلتهم ... بعارفةٍ حتى يُقَالَ طويل

ولا خير فِي حسن الجسوم وطولها ... يزن حسن الجسوم عقول

وكائن رأينا من فروعٍ طويلة ... تموت إذا لم يحيهن أصول

فإن لا يكن جسمى طويلاً ... فإننى لَهُ بالفعال الصالحات وصول

ولم أر كالمعروف أما مذاقه ... فحلو وأما وجهه فجميل

الشرمح: الطويل، وكذلك الشوقب.

وقَالَ أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، رحمه الله تعالى: العارفة: النفس الصابرة.

وأنشدنا بعض أصحابنا لعلى بْن الْعَبَّاس الرومى:

وذخرته للدهر أعلم أنّهُ ... كالحصن فِيهِ لمن يؤول مآل

ورأيته كالشمس إن هى لم تنل ... فضياؤها والرفق منه ينال

وأنشدنى أيضاً مثل هذا المعنى لسعيد بْن حميد الكاتب:

أهاب وأستحيي وأرقب وعده ... فلا هُوَ يبدانى ولا أنا أسأل

هُوَ الشمس مجراها بعيد وضوءها ... قريب وقلبى بالبعيد موكل

وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد الأزدى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: رأيت بالبادية امْرَأة عَلَى راحلة لها، تطوف حول قبر وهى تَقُولُ:

يا من بمقلته زها الدهر ... قد كَانَ فيك تضاءل الأمر

زعموا قتلت وما لهم خبر ... كذبوا وقبرك مالهم عذر

<<  <  ج: ص:  >  >>